ما زال الفلسطينيون يحتفلون كغيرهم من المسلمين في جميع بقاع العالم بعيد الأضحى المبارك لليوم الثالث، ولكن حالهم ليس بالحال اليسير الذي يتمنى سكان القطاع أن يتحسن خلال الفترة القادمة، فقطاع غزة يعاني من أزمة اقتصادية كبيرة تزداد سوءً وتعقيداً يوماً بعد يوم، هذه الأزمة جعلت أجواء العيد تختلف عن الأعوام الماضية والتي اعتاد خلالها المواطنون في غزة على الفرح والانطلاق نحو الحياة، سيما في ظل وجود العادات والطقوس التي يتخللها العيد، وأهمها ذبح الأضاحي وزيارة الأرحام والأقارب. في أول أيام العيد استطلع البديل آراء المواطنين وسألهم عن كيفية قضائهم للعيد هذا العام؟ المواطن أبو أحمد السكافي 48 عاماً من مدينة غزة قال للبديل: "في كل عام أقوم أنا وإخوتي وعدد من الأصدقاء بالاشتراك بشراء الأضحية وتوزيع الحصص علينا، ولكني تفاجأت هذا العام بأن قالوا بأنهم لا يستطيعون المشاركة في شراء الأضحية لأن وضعهم المادي لا يسمح بذالك؛ فقمت بالبحث عن مجموعة تريد شراء أضحية لكني لم أجد، فقررت شراء (خروف) وحدي وهذا ما حدث وقمت بشرائه بمبلغ 1700 شيكل ما يعادل 430 دولار أميركي، وقد أتممت عملية الذبح في أول أيام العيد حيث تجمع الأهل والجيران والأطفال لرؤية طقوس الذبح في محاولة منهم للشعور بوجود العيد وفرحته" ويضيف السكافي في ذات المحور: "تم بحمد الله توزيع اللحوم كما نصت الشريعة الإسلامية، ونتمنى أن يكون العيد فرصة للتراحم ولتذكر همومنا التي يجب علينا تبديلها إلى أفراح بأيدينا وباتفاقنا على المبادئ الوطنية الجامعة". من جهة أخرى قال المواطن نافذ الداية: "منذ أكثر من سبع سنوات وأنا أرغب بأن أضحي ولكن وضعي المادي لا يسمح بذالك، لهذا أكتفي في كلِّ عيد بالذهاب لزيارة أخواتي والأقارب وأعايدهم ولنشعر بالمحبة والمودة ولكي ننسي الأيام الصعبة التي مررنا ولا زلنا نمر بها". وتابع الداية: "أخرج برفقة عائلتي للتنزه في أيام العيد وأشتري الألعاب للأطفال فهذا فقط ما يمكنني فعله في أيام العيد". أما الحاجة أم محمد فقالت: "في كل عام في عيد الأضحي المبارك أحصل على عدد جيد من لحوم الأضاحي التي يحضرها الجيران والاقارب عادة تكفي لشهرين أو أكثر ولكن هذا العام لم أحصل على شيء لأن معظمهم لم يقومو بشراء الأضاحي وما حصلت عليه ربما يكفي لأسبوع"، وأردفت أم محمد: "لا أريد منهم شيئاً، فبقاؤهم بخير هو أجمل عيد وفرحة الأطفال بالعيد تساوي في نظري كل شيء". أما الشاب مصطفي عبد الرحمن 23 عاماً فقال للبديل: "تخرجت من الجامعة وعملت في مشروع بطالة لمدة ثلاثة شهور وبعدها لم أجد عملاً ومع حلول العيد وجدت نفسي أمام حل واحد لتوفير النقود وهو بيع الهاتف الخلوي الذي أحمله وبالفعل قمت ببيعه وشراء آخر بسعر أقل جداً حتى أستطيع أن أعايد على أمي وأخواتي فلا طعم للعيد بالنسبة لهم بدون العيدية". وأكمل عبد الرحمن: "أتمنى أن يكون العام القادم أفضل من هذا". استمرت جولة البديل في شوارع القطاع والتي لوحظ فيها انخفاض الإقبال على الأماكن الترفيهية والتي تكون في الأعياد مكتظة بالمواطنين وكذلك انخفاض ملحوظ في عدد المضحين هذا العام ومع كل هذه الأوضاع يحاول الفلسطينيون سرقة جزء من فرحة العيد لعلها تنسيهم جزءً من الويلات التي واجهوها على مر السنوات الماضية، ويستمر لديهم الكثير من الأمل بأن يعيشوا الأعياد القادمة كما يعيشها باقي المسلمين في أنحاء المعمورة.