مع بدء العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة العام القادم، تُظهر تصريحات أبرز المرشحين مدى العنصرية التي يتخذها الساسة الأمريكيين والنظام الأمريكي في العموم تجاه الإسلام والمسلمين، ففي الفترة الأخيرة تعددت التصريحات والأحاديث العنصرية، والتي خرجت أبرزها من المرشح الرئاسي الجمهوري بن كارسون عندما قال «إنه لا يمكن لمسلم أن يصبح رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية.. عقيدة المسلمين تتعارض مع المبادئ الأمريكية»، على الرغم من أن القانون الأمريكي لا يمنع أن يكون مواطن مسلم أمريكي على رأس السلطة في واشنطن. وواصل المرشحون لانتخابات الرئاسة الأمريكية تصريحاتهم العنصرية ضد الإسلام والمسلمين في صورة تجلت فيها العنصرية بشكل جيد هذه المرة، حيث واصل الملياردير "دونالد ترمب" المرشح الرئاسي المحتمل للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية للعام 2016 العنصرية تجاه المسلمين، بسبب تجاوبه مع سؤال لأحد الحاضرين في تجمع انتخابي بولاية "نيو هامبشاير"، بخصوص خططه للتعامل مع المسلمين في البلاد، فبينما كان "ترمب" حاضراً إحدى التجمعات الانتخابية له في مبنى بلدية مدينة "روتشستر" بولاية "نيوهامبشاير"، سأله أحد الحضور قائلاً "لدينا مشكلة في هذا البلد، تُدعى المسلمين، نعلم أن رئيسنا الحالي (باراك أوباما) هو واحد منهم، صار الآن لدينا تنام في المخيمات التدريبية، حيث يريدون قتلنا، وهذا هو سؤالي: متى سنستطيع التخلص منهم؟". هذا السؤال لم يعترض عليه ترمب الذي كانت أجابته توضح أنه مقتنع بهذا الحديث قائلا «سوف ندرس الكثير من القضايا المختلفة، وكما تعلم، فإن الكثير من الناس يتحدثون عن هذا والعديد من الناس يرددون بأن العديد من الأشياء السيئة تحصل هناك (في معسكرات التدريب)، سوف نقوم بتفحص هذا وغيره من القضايا الأخرى». هذه التصريحات العنصرية التي خرجت من أبرز المرشحين للانتخابات الأمريكية، أثارت الكثير من الخلافات والجدل داخل المجتمع الأمريكي ، فعلي الرغم من وجود هوس من البعض بأن هناك مؤامرة يقودها المسلمون للسيطرة على البلاد وفرض قوانين الشريعة عليهم، هاجم البعض هذا الحديث، حيث ندد البيت الأبيض وقال السكرتير الصحافي للإدارة الأمريكية جوش ارنست إن تعليقات كارسون تتعارض تماما مع الدستور والبند الأول من الميثاق. وتوقع ارنست أن يدفع الحزب الجمهوري الثمن غاليا في صناديق الاقتراع إذا استمر المرشحون للرئاسة من الحزب بالتعبير عن وجهات نظر هجومية عدوانية من أجل تحقيق دعم سياسي، مؤكدا بأن عواقب هذه التعليقات ستظهر ليس فقط في الانتخابات التمهيدية بل في الانتخابات العامة في نهاية المطاف. وأثارت تصريحات كارسون حفيظة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية « كير» الذي طالب فورا بانسحاب المرشح من سباق الرئاسة، وقال ابراهيم هوبر المتحدث باسم المجلس إن هذا الشخص لا يلتزم ولا يهتم بالدستور، وإنه غير مؤهل قطعيا للترشح لأعلى منصب في البلاد، مشيرا إلى أن المثير للاهتمام هو أن الشخص الذي كسر الدستور يتهم المسلمين الأمريكيين بطريقة أو بأخرى بأنهم لا يتبعون الدستور. وقالت المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا بالفوز هيلاري كلينتون إن المسلمين لديهم الحق بالرئاسة، وإن من يدعي خلاف ذلك عليه التحرك بعيدا عن الساحة، معيدة تذكير الأمريكيين، مرشحين منهم للرئاسة أم مواطنين عاديين، بالمادة السادسة من الدستور الأمريكي: «لا يجوز أبداً اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولاياتالمتحدة». وعلى الرغم من التصريحات الرسمية والغير الرسمية المنددة لهذه العنصرية الأمريكية ، أظهرت الصحف الأمريكية حقيقة ذلك فوفقًا لتقرير لصحيفة «واشنطن بوست» قالت فيه «أن هناك جدل واسع يظهر صعوبة أن يحكم رئيس مسلم أمريكا، مؤكده إنه كانت هناك مناقشات خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مؤخراً، بشأن ما إذا كان الأمريكيون بإمكانهم أن يصوتوا لمرشح "مورموني" ك«ميت رومني»، أو امرأة ك«هيلاري كلينتون»، أو أمريكي من أصل أفريقي ك«باراك أوباما»، أو حتى لنائب رئيس يهودي مثل: «جوي ليبرمان» في انتخابات 2000م، مؤكده أن كل هؤلاء كانوا مقبولين لأن يمنحهم الأمريكيون أصواتهم، عدا أن يكون المرشح مسلماً.