بدأت الدولة السورية وضع خطط لإعادة إعمار الأحياء التي تضررت في مدينة حمص نتيجة لعبث التنظيمات الإرهابية فيها، حيث طالب محافظ حمص "طلال البرازي"، الأممالمتحدة بالاهتمام بسكان القرى الموجودة على تماس مباشر مع المسلحين، وتعزيز سبل بقائهم في قراهم من خلال توفير كل الخدمات والمساعدات الإنسانية والغذائية لهم، كما كشف عن أن الرئيس السوري "بشار الأسد" سيصدر خلال الأيام القريبة القادمة مرسوم إعادة الإعمار. وبحث محافظ حمص الإجراءات التي تتخذها الحكومة لعودة المهجرين إلى أحيائهم ومنازلهم من خلال تأمين الخدمات الممكنة لهم، لافتاً إلى أن المحافظة تمنح المتضررين تعويضًا ماديًا بعد إعداد الكشوف اللازمة، وكشف أن بعض الأحياء دخلت في حيز إعادة الإعمار وسيتم بدء العمل بها بعد إصدار الرئيس "بشار الأسد" مرسوم إعادة الإعمار خلال الأيام القريبة القادمة. على جانب آخر خيم الهدوء الحذر على الأجواء العامة في معظم الجبهات الساخنة والمناطق المتوترة في ريف دمشق بعد التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال الهجومية في الفوعة وكفريا بريف إدلب وفي الزبداني ومضايا. وجاء الاتفاق على وقف إطلاق النار نتيجة رضوخ الجماعات المسلحة، ولاسيما بعد أن شهد السبت الماضي أعنف رد من قبل الجيش السوري والمقاومة حيث تم تنفيذ التهديد بفتح جبهات في البلدات والمناطق المحيطة بكفريا والفوعة بعد معاودة المسلحين استهداف المدنيين في البلدتين المحاصرتين منذ عامين، حيث قصف الجيش السوري والمقاومة اللبنانية نقاط تمركز القيادات العسكرية للمسلحين وتجمعاتهم، بواسطة سلاح الجو وصواريخ أرض أرض، وأصاباها بدقة ما نتج عنه خسائر كبيرة في صفوف المسلحين، وهو ما أدى إلى حالة هلع شاملة في صفوف المسلحين وشكل عامل ضغط عليهم، وهو ما دفع حلفاء المسلحين الإقليميين إلى إجراء اتصالات سياسية لوقف إطلاق النار على محاور الزبداني مضايا وكفريا والفوعة والمناطق المحيطة وهو ما تم التوصل إليه بالفعل. في ريف حمص الشرقي اقتصرت عمليات الجيش السوري على متابعة عمليات الرصد والمراقبة لمواقع ومعاقل التنظيمات الإرهابية المسلحة ومحاور تحركاتهم وخطوط إمدادهم، وجاء ذلك بعد يومين من غارات مكثفة شنها طيران الجيش السوري على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في "تدمر" ومحيطها. في غضون ذلك اشتبكت قوات مشتركة من الجيش والدفاع الوطني مع أفراد التنظيمات المسلحة في عدة نقاط بمحيط حي الوعر الواقع غربي مدينة حمص، وآخر معاقل تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، والكتائب التي تنضوي تحت لوائه هناك، وسط استهداف مدفعية الجيش الثقيلة لمواقع وتحصينات المسلحين ما أسفر عن تدمير عدد من تحصينات المسلحين وعتادهم وإيقاع أعداد من أفرادهم قتلى ومصابين. على الأطراف الغربية للغوطة الشرقية أحكم الجيش السوري سيطرته على منطقة "الكسارات" الواقعة إلى الشمال من "تلة أبو زيد" المشرفة على أوتستراد دمشق حمص الدولي، في منطقة "حرستا" بريف دمشق فيما تواصل قوات الجيش تقدمها باتجاه المناطق المحيطة بضاحية "الأسد"، كما نفذت وحدات من الجيش ضربات مركزة على تجمعات إرهابيي ما يسمى "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية أسفرت عن مقتل عدد منهم وتدمير اسلحة وذخيرة. في ذات السياق استسلم 8 مسلحين من "جيش الاسلام" لقوات الجيش السوري بعد فرار مجموعتهم وتركهم بعد محاصرة الجيش لهم خلال المعارك الدائرة في محيط "ضاحية الأسد". أجرى الجيش السوري تسوية أوضاع نحو 500 شخص من أهالي بلدة "كناكر" في ريف دمشق الغربي، بعضهم جاء بسلاحه لتسليمه وآخرون لتسوية أوضاعهم، وتعهد الجميع بعدم حمل السلاح مجددًا وبالحفاظ على الأمن في مناطقهم.