أزمة دبلوماسية تتصاعد انعكاساتها على العلاقات السعودية العُمانية، بعدما أقدم طيران التحالف الذي تقوده الرياض على استهداف منزل سفير سلطنة عُمان لدى اليمن "بدر بن محمد المنذري" مما أدى لوقوع أضرار جسيمة وتدمير المبنى السكني، حيث اعتبرت وزارة خارجية السلطنة أن استهداف منزل سفيرها في صنعاء يُعد مخالفة صريحة للمواثيق والأعراف الدولية التي تؤكد على حرمة المقار الدبلوماسية. وعلى إثر استهداف منزل السفير العُماني في صنعاء، استدعت السلطنة سفير السعودية لديها وسلمته مذكرة احتجاج على استهداف طيران التحالف الذي تقوده السعودية لمنزل سفير عُمان في العاصمة اليمنية صنعاء، مطالبة بضرورة تقديم تفسير لهذا الاستهداف الذي تم لمنزل سفيرها في صنعاء. من جانبها؛ سارعت الرياض إلى نفي استهداف قوات التحالف لمنزل السفير العثماني في صنعاء، حيث قال المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن العميد "أحمد عسيري" إن التحالف لم يستهدف منزل أي سفير داخل الأراضي اليمنية، زاعما أن الغارات التي تم تنفيذها استهدفت مقر وزارة الداخلية، ملمحا إلى أن عملية الاستهداف التي طالت منزل السفير العُماني تمت عن طريق قذيفة هاون وليست طائرة حربية. تطورات الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين السعودية وسلطنة عُمان تؤكد أن الرياض أوشكت على افتقاد أحد أهم الورقات الرابحة التي يمكن استخدامها في الخروج من المستنقع اليمني عبر تسوية سياسية بين أطراف الحوار، لاسيما وأن مسقط احتضنت خلال الشهور القليلة الماضية عدة لقاءات لجماعة أنصار الله وممثلين عن حكومة عبد ربه منصور، فضلا عن أنها وسيط مقبول لدى جميع الأطراف، خاصة وأنها أحد دول مجلس التعاون الخليجي وتربطها علاقات تاريخية مع اليمن. الاستهداف الأخير لمنزل السفير العُماني فضلا عن أنه أدى إلى نشوب أزمة دبلوماسية بين الرياضومسقط، فإنه كذلك جعل السلطنة التي حرصت منذ بداية الأزمة في اليمن على اتخاذ موقف حيادي وعدم المشاركة في العدوان العسكري ضد دولة شقيقة، لكنها أصبحت اليوم طرفا تم الاعتداء عليه بالمفهوم الدبلوماسي، الأمر الذي يجعلها حتما تُعيد النظر في موقفها من الأحداث الجارية في اليمن، وربما يبدو موقفها أكثر دعما لليمن خلال الفترة المقبلة. انعكاسات الأزمة الدبلوماسية الراهنة تهدد العلاقات الخليجية كافة وليست تلك التي تربط السعودية مع عُمان، خاصة وأن هناك خلافات نشبت بين السلطنة وباقي مجلس دول التعاون الخليجي نهاية عام 2013 الماضي، هددت خلالها مسقط بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي حال إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون، وهو ما يحتم على السعودية التعامل بذكاء وحرص شديد حيال الأزمة الراهنة، خاصة وأنها قد تهدد وحدة وترابط مجلس التعاون بأكمله.