قالت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن الصراع بين تركيا والأكراد يُدخل البلاد في موجة من العنف تفوق ما حدث في الماضي من أعمال عدائية، مما يؤجج المخاوف بشأن تأمين الانتخابات التركية المبكرة، والمقررة في الأول من نوفمبر المقبل. وتضيف الصحيفة أن صدى التمرد الكردي المستمر منذ فترة طويلة وصل أمس إلى مقتل 14 من رجال الشرطة الأتراك، حيث انفجار عبوة ناسفة بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وسط تصعيد الحكومة حملتها ضد حزب العمال الكردستاني، والغارات الجوية ضده في شمال العراق. وتشير الصحيفة إلى أن يوم الأحد الماضي، شن حزب العمال الكردستاني هجوما ضد الجيش التركي، مما أسفر عن مقتل 16 من جنوده، وهي أعلى خسائر في صفوف الجيش منذ انهيار عملية السلام، في يوليو الماضي. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أنه في نفس الوقت، قامت القوات الخاصة التركية بارسال اثنين من الوحدات إلى شمال العراق، لملاحقة الجماعات الكردية، تزامنا مع الغارات الجوية المكثفة، التي تجاوزت ال50 طائرة، لملاحقة أهداف حزب العمال الكردستاني في العراق. وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" تعهد ب"محو" حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، وتوضح الصحيفة أن خلال سبعة أسابيع من الاشتباكات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، في جنوب شرق البلاد، وقع ما لا يقل عن 202 قتيل، 107 مسؤول أمني، 58 متمرد من حزب العمال، و37 مدنيا. من جانبها، تقول المحللة التركية "نيجار غوكسيل":" الصراع الأخير بين تركيا وحزب العمال الكردستاني هو الأشد، من بين دوامة العنف التي اندلعت في عام 2011″، وترى "كرستيان ساينس مونيتور" أن الديناميات الإقليمية، حيث قتال الأكراد والأتراك ضد تنظيم داعش الإرهابي، والقتال العتيف ضد بعضهم البعض، يؤثر على الانتخابات التركية المقبلة. وتشير "غوكسيل" :" مع اقتراب الانتخابات، الأوضاع أكثر إثارة للقلق، لأن أمن الانتخابات أيضا أحد الأسئلة"، مضيفة :" الفرصة التي اتاحتها الانتخابات الماضية للقومين الأكراد جعلت النظام خاسر". وتوضح الصحيفة أن حزب الشعب الديمقراطي الكردي، حصل على نسبة 13% في انتخابات يونيو الماضي، وحرم حزب العدالة والتنمية والرئيس "رجب طيب أردوغان" من الأغلبية المطلقة في البرلمان، مما دفع "أردوغان" لأجراء انتخابات جديدة في الأول من نوفمبر المقبل، بعد الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية، وسط توقعات قليلة باختلاف النتائج. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أنه لا أحد يتوقع هدوء أعمال العنف قبل الانتخابات، على الرغم من نية حزب العمال الكردستاني الانسحاب قبل فترة الانتخابات، حيث يقول "اليزا ماركوس"، مؤلف كتاب الدم والإيمان:" العنف الذي يصل إلى هذا المستوى من المرجح أن يستمر لفترة الانتخابات"، ويضيف:" حزب العمال الكردستاني يكافح من أجل الاستقلال، وعند هذه النقطة سيكون من المفيد الاستعانة ببعض الوساطات الخارجية".