بالرغم من اهتماماته العلمية، ظل يتابع الحركة الأدبية، وفي ذلك الوقت كان الصراع على أشده بين البرناسية (مذهب أدبى فلسفي لا ديني قام على معارضة الرومانسية)، وبين أنصار الرومانسية، وقد إنحاز سولي برودوم إلى البرناسيين. رينه سولي برودوم، الذي تمر ذكرى وفاته اليوم، بدأ حياته بدراسة العلوم فحصل على دبلوم الهندسة إلا أن الشعر كان هوايته الأساسية، ونشر سلسلة من الدواوين الشعرية منها «مقطوعات وقصائد» عام 1865، و«التجارب» عام 1866، «اعتكافات» عام 1869، و«فرنسا» عام 1874، «الحنان الباطل» عام 1875. وسرعان ما أصبح برودوم الشاعر الرسمي لجماعة البرناسيين، وقد شجعه فيكتور هوجو، وانتخب في عام 1881 عضوًا في الأكاديمية الفرنسية، متحصلًا على المقعد رقم 24، ونال جائزة نوبل عام 1901، وبذلك كان أول من نال جائزة نوبل في الأدب، وقد رصد قيمة الجائزة التي حصل عليها لإنشاء جائزة للشعر. وقالت أكاديمة نوبل التي منحته الجائزة: إن أعماله تنم عن تكوينه الشعري الخاص الذي يعطى دليلًا على المثالية النبيلة، والكمال الفني الذي يعد مزيجًا نادرًا من صفات القلب والعقل". ومن كتاباته الشعرية: «على امتداد الأرصفة، أرصفة الموانئ تتأرجح السفائن العظيمة في سكون.. على صفحة الموج الساجي غير عابئةٍ.. بالمهود التي تؤرجحها أيدي النساء ** لكنه سيأتي، سيأتي يوم الوداع؛ إذ محتمٌ أن تبكي النساء ومحتم أن ينقاد الرجال الذين لا يكفون عن الفضول صوب الآفاق التي تغويهم بالرحيل ** في ذلك اليوم، يوم تغادر مرافئها التي تغيب في الضباب، ستشعر السفائن العظيمات بأن أجرامها.. مثقلةٌ مشدودةٌ هنالك.. بأرواح المهود البعيدة..». توفى سولى برودوم في العام 1907، ببلدة شاتينيه، ونشر في أواخر أيامه عدة أعمال في الفلسفة والنقد، منها "التعبير عن الفنون الجميلة" عام 1890، و"وصية شعرية" عام 1900.