أول ظهوره كان في عام 1968، من خلال القصة القصيرة «المحقق بوليكيتشي» في مجلة بوكورا، للناشر كودانشا، وكان هذا نجاحه الأول الذي جعله مشهورًا، وما جعله أكثر شهرة قصة «ثانوية الفضائح»، تدور بشكل عام عن مغامرات طالب مراهق في المدرسة الثانوية وبعض المواقف المضحكة التي يتعرض لها عند معاكسة الفتيات وإغضاب الأساتذة. الكاتب جو ناجاي الياباني، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم، في مدينة واجيما في محافظة إيشيكاوا في اليابان، وكانت مطالعاتة وهو صغير متأثرةً بأعمال الكاتب الفرنسي جوستاف دوريه، وقصص مشهورة مثل الكوميديا الإلهية لدانتي. دخل عالم الكتابة بعد أن أنهى المرحلة الثانوية في ثانوية إيتاباشي في طوكيو، بعد أن لم يوفق بالنجاح في امتحان الدخول للجامعة، وكان الدخول للكليات والجامعات في اليابان في ذلك الوقت محدداً وفق درجات امتحان الثانوية العامة. أثناء قيامه بسنة الإعادة أصيب بإسهال حاد كاد أن يودي بحياته (في ستينيات القرن العشرين في اليابان المنهكة من الحرب من الممكن للإسهال حينها بأن يكون قاتلاً)، عندما دخل المستشفى بعد أسبوع من مرضه، بات مقتنعاً بأنه يعيش أيامه الأخيرة، وقرر حينها أن الشيء الوحيد الذي يريد فعله قبل أن يموت هو أن يؤلف قصة تثبت للعالم أنه عاش، وبالفعل كتب قصة قصيرة وهو في المشفى قبل أن تتحسن حالته ويشفى. لكن هذه كانت نقطة التحول في مسار حياته، إذ قرر بعدها ترك الدراسة الجامعية والانطلاق ضمن عالم الكتابة إلى غير رجعة. بدأ ناجاي بعمل بعض الرسومات وإرسالها لعدد من بيوتات النشر، ولم يحصل على أية استجابة رغم أن رسومه كانت جيدة فعلاً، وثبت بعدها أن والدته المعارضة لتوجهه كانت تذهب لكل ناشرٍ يرسل إليه وتترجاه بأن لا يقبل رسومات ابنها. وأخيراً اهتمت مجلة Shonen Sundayبما يرسمه وقامت بتقديمه بعدها إلى الفنان شوتارو إيشينوموري، والذي قبل توظيفه عنده في استوديو إيشنوموري عام 1965، عن عمر لا يتجاوز 19 عاماً، كان العمل الذي لفت انتباه إيشنوموري إلى جو ناجاي هو نموذج لقصة خيال علمي عن محارب نينجا مستقبلي (لم تكن تتجاوز وقتها ال 15 صفحة، أنجزها جو بمساعدة أخيه ياسوتاكا، وبإشراف إيشنوموري تطورت لتصل حتى 80 صفحة، ولكنه كان يقول لجو ناجاي بأن مستوى رسومه ما زال متدنياً وأن عليه العمل على تحسينها، في عام 1967 قبله إيشينوموري كأحد مساعديه الأساسين رغم معارضة والدته. في عام 1969 أسس "داينامك برودكشنز"، كشركة إدارية تساهم أيضًا في ابتكار وتخطيط وتصميم مشروعات جديدة لأفلام التحريك والأكشن وغيرها من الأنواع الأخرى. حتى نهاية العام 1970، كانت كل قصص جو ناجاي ذات لمسة كوميدية واضحة، حتى قام الناشرون بقولبته أخيراً ضمن هذا الكادر وأصبحوا لا يتوقعون منه شيئاً خارجه، لتأتي قصةOni 2889كقصة خيال علمي مختلفة تماماً، تتحدث عن صراع ما بين أناس قادمين من الفضاء الخارجي (شعب الأونيس onis) وبني البشر، وكما تتخيلون فهذه الثيمة متأثرة بشدة بروح العصر (حط نيل أرمسترونغ قدمه على سطح القمر في عام 1969)، وكانت المخلوقات الفضائية شبه حقيقة حتمية في تلك الأيام وثيمة على لسان الجميع في عام 1971. مازنجر وجرندايزر من أهم أعماله، نشرت أولى مغامرات "مازنجر زد" في المجلة الأسبوعية "شونن جامب" في عام 1972، وهي أول قصة تتحدث عن روبوت عملاق يتحكم به إنسان من داخل جسم الروبوت نفسه، وبهذا فإن "جو ناجاي" ابتكر نوع جديد شديد الثراء من الروبوتات والذي لايزال حتى يومنا هذا أحد العلامات المميزة لفن الرسوم المتحركة اليابانية. ويمكن اعتبار مازنجر زد الأب الروحي لكل الروبوتات الخارقة كما أن سوبر مان هو والد جميع أبطال مارفل الخارقين. وبينما استمرت ملحمة الروبوت مع "مازنجر العظيم" و"جريندايزر"، فإنه ابتكر أعمالًا أخرى نابعة ومشتقة منهما لاقت نجاحا كبيرا مثل "جتر روبوت" و"الدرع الفولاذي"، والتي قام بتنفيذها زملاؤه في شركته. في عام 1980، نال جائزة "كودانشا مانغا" الرابعة عن مانغا الخيال العلمي "سوسانو"، تعتبر أعماله التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات رسوم متحركة من أوائل برامج التليفزيون الياباني التي عرضت في بلاد أخرى كثيرة، حيث أصبح "مازنجر زد" ذو شعبية عريضة في الدول الآسيوية وأمريكا الجنوية وشمال أفريقيا، كما نال "جراندايزر " شعبية كبيرة في كندا وفرنسا وإيطاليا وروسيا والشرق الأوسط، وهو يعكف حاليًا على ابتكار وتنفيذ الجزء الجديد من قصص الروبوتيات والتي تدعى "ملحمة مازنجر".