قالت صحيفة "حرييت" التركية إن الرئيس "رجب طيب أردوغان" اختتم أول عام له في الرئاسة 28 أغسطس 2015، وفي نفس اليوم قدم رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" تشكيل للحكومة المؤقتة والتي من بعدها تأتي الانتخابات التركية المبكرة في 1 نوفمبر المقبل، موضحة أن هذه دلالة كافية على تحليل أداء "أردوغان" كرئيس للبلاد. وتضيف الصحيفة أن "أردوغان" تولى المنصب من سلفه "عبد الله جول" في العام الماضي، وقد عقد آمال كبيرة على أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستعطيه الفرصة لتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي من خلال سيطرة حزب العدالة والتنمية على البرلمان، ثم تغير الدستور بما يتماشي مع طموح "أردوغان" ليصبح رئيس قوي. وتشير الصحيفة إلى أنه بعد بضعةأشهر في الرئاسة، بدأ "أردوغان" في الظهور كرئيس رمزي عادي، ولكنه بعدها قرر التدخل في الشؤون الحكومية ورئاسة الوزراء، حتى أنه في بعض الاحيان اتهك الحدود الدستورية. وتلفت الصحيفة إلى أن اكبر ضربة في طريق "أردوغان" السياسي، هي حملته الانتخابية ومعادته لأحزاب المعارضة، والتي اسفرت عن "تصفير" مصداقيته في أعين الاتراك، وأغلقت الأبواب أمام الجهود الممكنة لتطبيع السياسة التركية. وتوضح الصحيفة أن الانتخابات البرلمانية أدت إلى اغضاب "أردوغان"، كما سمحت بخسارة حزب العدالة والتنمية للأغلبية المطلقة التي سيطر عليها لفترة 13 عاما، فقد سقط نحو 18 نائب، وفشل رئيس الحزب من انقاذ نفسه، كما فشل في تشكيل الحكومة الائتلافية مع أحزاب المعارضة الثلاثة. وذكرت الصحيفة التركية أنه بعد خسارته في الانتخابات استند "أردوغان" لأجراء انتخابات مبكرة، على امل حصد الاصوات مرة أخرى والحصول على الاغلبية البرلمانية، بدلا من ازالة العقبات أمام تشكيل حكومة ائتلافية، باعتباره رئيس لكل الاتراك يحرص على المصلحة الوطنية، ولكنه قرر عدم الاستقرار لمصلحته الخاصة. وترى الصحيفة أن من سخرية القدر موافقة "أردوغان" على الحكومة المؤقتة التي شكلها "داود أوغلو"، وهي أول حكومة مؤقتة منذ 92 عاما، في تاريخ الجمهورية التركية، وهذه هي المرة الأولى التي فشلت في تشكيل حكومة بعد الانتخابات، وبالتالي هي المرة الأولى التي تأتي بها الانتخابات على مادتين 114، و116 من الدستور. وتوضح الصحيفة أن الانتخابات المبكرة ينبغي أن تستخدم سلاح لعلاج الحالات السياسية الاستثنائية، ولكن "أردوغان" يستخدمها الآن لتحقيق الطموحات الشخصية للرئيس. وتعتقد الصحيفة أن ما يثير السخرية هو أن "أردوغان" قد اختار تأطير الانتخابات المقبلة باعتبارها الاختيار بين الاستقرار وعدم الاستقرار، ولكن لعبته منذ 7 يونيو، قادت إلى دخول تركيا في موجة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، حيث هبوط الليرة التركية لأدنى مستوياتها مقابل الدولار الأمريكي، كما شهدت تركيا العديد من الهجمات الإرهابية من قبل حزب العمال الكردستاني وداعش. وترى الصحيفة أنه على الجبهة السياسية الداخلية، لا توجد أدلة على أن الانتخابات القادمة سوف تتغير الصورة وتعطي الأغلبية إلى أي من الأحزاب الأربعة في محاولة لتشكيل حكومة من حزب واحد.