تمارس إسرائيل سياسة الإبادة الجماعية بحق العائلات الفلسطينية، فلم تكتف بعمليات القتل الهمجيه التي تقوم بها، بل من وقت لآخر تشن عمليات إبادة لأفراد أسرة بكاملها، لتكرس بذلك أبشع أنواع الجرائم وسط صمت المجتمع الدولي ودعم الدول الحلفاء للكيان الصهيوني. "أبو جامع"، عائلة فلسطينية مسالمة تعيش في بلدة "بني سهيلا" شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، اعتادت على أصوات القنابل والرصاص وأزيز الطائرات مثلها في ذلك مثل أي أسرة فلسطينية تعيش تحت سطوة وقهر الاحتلال الصهيوني، لكن عائلة "أبو جامع" لم تتخيل أن أزيز هذه الطائرات سيأخذ معه في إحدى المرات أرواح 26 من أفراد العائلة، ويدك المنزل فوق رؤوس ساكنيه، ولكنه حدث. في 20 يوليو عام 2014، والموافق 22 رمضان، وبالتحديد بعد أذان المغرب، وفي الوقت الذي لم تكاد العائلة تنتهي من تناول طعام الإفطار، فاجئهم طيران الاحتلال الصهيوني بغارة مميتة، حيث ألقت طائرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي من نوع "F16″ بصاروخ أدي إلى انهيار المنزل على رؤوس ساكنيه الذين قتلوا جميعًا، ولم ينج منهم إلا ثلاثة أشخاص، واستشهد 26 فردًا من العائلة، لتعتبر هذه الحادثة من أكثر العمليات الوحشة الإجرامية التي استهدفت العائلات الغزية. يروي أحد أفراد العائلة "صابر أحمد أبو جامع" تفاصيل الجريمة الإسرائيلية ليقوم "كنا نتناول طعام الإفطار، عندما هز انفجار هائل المكان، ولشدته اعتقدت أنه في منزلي، وخاصة مع تطاير زجاج النوافذ وتصدع الجدران، لنترك الطعام ونخرج مسرعين أنا وأفراد عائلتي وجيرني من منازلنا، لكن الصدمة جعلت قدمينا عاجزة عن السير، فقد كان الاستهداف لمنزل أشقائي ووالدتي التي تسكن معهم، حيث أحيل المنزل إلى ركام، فسحق جثامين السكان الأمنين فيه، فالمنزل المكون من ثلاثة طوابق، ويؤوي 5 عائلات قوامها 28 فردًا، تحول إلى كومة من الحجارة والكتل الإسمنتية، لينجوا صاحب البيت وأحد أشقاءه وطفله من المذبحة بأعجوبة". أخذ طواقم الدفاع المدني وعشرات المواطنين يبحثون تحت الركام بواسطة ثلاث جرافات لينتشلوا جثامين الشهداء واحدًا تلو الآخر، واستمرت هذه العملية 15 ساعة بعد وقوع المذبحة. استهداف المنزل أحدث مذبحة كبيرة حيث وكان معظم الضحايا بين الأطفال والنساء، حيث استشهدت المسنة "فاطمة أبو جامع" والدة صاحب المنزل والتي تبلغ من العمر 64 عام، إضافه إلى أربعة من زوجات أبنائها، وأحد أبنائها، و19 طفلًا من أحفادها، أصغرهم الطفلة "نجود" البالغة من العمر 4 أشهر، تليها "بيسان" البالغة من العمر 6 أشهر. مجزرة عائلة "أبو جامع" لم تكن الأولي من نوعها، حيث أعادت هذه المجزرة إلى أذهان الفلسطينيين حوادث مماثلة، من بينها استهداف عائلة "السموني" المقيمة في حي الزيتون شرق مدينة غزة، والذي تم قصفها بصاروخ من طائرات الاحتلال الإسرائيلية في يناير عام 2009، فقتلت 24 شخصًا من العائلة، وفي مجزر أخرى للاحتلال الصهيوني قتل 11 فرد من عائلة "صيام" التي كانت تقطن منطقة "الشوكة" شمال غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، حين سقطت أكثر من 12 قذيفة بشكل عشوائي على منازل العائلة. قوات الجيش العدواني الصهيوني ارتكبت العديد من المجازر الوحشية في عدوانها الأخير على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 2200 فلسطيني، وإصابة 11 ألفًا آخرين على مدار ايام الحرب ال51، ووسط هذه المجازر أبادت قوات الاحتلال عائلات بأكملها، ومسحتها من السجل المدني، حيث أن هناك 60 عائلة أبيدت بشكل كامل.