رغم الاعتراضات التي ما زالت قائمة على المعارض الخارجية للآثار المصرية، وقع الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار برتوكول تعاون خاصًّا بتنظيم معرض للآثار المصرية، يقام باليابان، في الفترة من أكتوبر القادم وحتى سبتمبر 2017 بعنوان "عصر بناة الأهرام". وأكد الدماطي أن المعرض من المقرر أن يضم 120 قطعة أثرية مصرية مكررة ترجع إلى عصر الدولة القديمة، تجوب ثماني مدن يابانية رئيسية، هي: طوكيو، ماتسوياما، سنداي، كاجوشيما، كيوتو، توياما، فوكوكا، شيزوكا، وذلك لمدة 25 شهرًا كاملاً، ما يعد خير وسيلة للدعاية والترويج لزيارة مصر والتعرف على ما تحويه من كنوز أثرية وحضارية. وقال الدماطي إن العائد المادي لهذا المعرض يقدر بحوالي 2 مليون دولار أمريكي، الأمر الذي سيساهم في دعم موارد الوزارة المالية، وينعكس بطبيعة الحال على مختلف المشروعات الأثرية القائمة، ويعمل على دفع مسيرة العمل بها، كما أن القيمة التأمينية للمعرض تقدر بحوالي 138 مليون و570 ألف دولار أمريكي. من جانبها قالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، إن القطع المقرر عرضها هي القطع المكررة فقط دون غيرها، منها أحد تماثيل الملك خفرع ومجموعة من تماثيل الخدم والعمال وصانعي الجعة والخبز، وتمثال لأحد الكتبة، ونموذج للعبة "السنت"، ونموذج لمركب الشمس، وتمثال للملك "ني وسر رع". وترجع الاعتراضات على خروج الآثار للخارج لخطورة عمليات الشحن والنقل، وتعرضها للسرقات، خاصة بعد أن فشلت وزارة الآثار في نقل بعض مقتنيات المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف الكبير بالجيزة، وتعرض بعض الآثار للكسر والتلف؛ بسبب سوء عملية النقل، ولكن لسوء أحوال الوزارة المادية واعتمادها علي التمويل الذاتي، تسعى إلى المعارض الخارجية. يقول أمير جمال، منسق حملة "آثارنا ما تطلعش برة"، إن عصر بناة الأهرامات أهم فترة فى تاريخ مصر، وما زال يحيطها الغموض والانبهار إلى هذه اللحظة، لما حدث فيها من تشييد أعظم بناء صنعه الإنسان لم يتوصل العلم الحديث إلى طريقة بنائه إلى الآن، لافتًا إلى أن تلك الفترة المهمة عندما تكتشف كنوز خاصة بها، تصبح نادرة وقيمة جدًّا، ولا يجوز التفريط بها مهما قلت قيمتها، فربما يكون هناك شىء بسيط جدًّا فى نظر البعض يفك لغزًا كبيرًا جدًّا. وتعجب "جمال" من قيادات الآثار الذين يريدون إرسال 120 قطعة من عصر بناة الأهرامات، تلك الفترة المهمة والنادرة إلى أخطر بلد تتعرض لكوارث طبيعية، وهى اليابان، هذا بخلاف أن تلك القطع ستكون تحت حراسة أجنبية، وهذا مخالف للقانون؛ لأن الآثار أملاك عامة. واقترح منسق "آثارنا ما تطلعش برة" أن يتم عرض تلك الآثار فى أى من المدن السياحية داخل مصر، مثل شرم الشيخ؛ لتحقق أضعاف ما ستحققه فى اليابان، واستنكر تصريح إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، الذي تقول فيه إن القطع التى ستسافر ستكون مكررة، أى ليست نادرة، مؤكدًا أنه غير صحيح، فالمعارض الخارجية لا بد فيها من عرض قطع نادرة قيمة تستحق العرض والسفر. وتساءل: لماذا الإصرار على إرسال كنوز لا مثيل لها وتعريضها لمخاطر النقل والتغليف والاهتزاز وربما الحوادث بسبب شهرة اليابان بالحوادث الطبيعية التى لا تتوقف لحظة واحدة؟ هذا بخلاف السرقة والتقليد، وهي كنوز غالية فى نظر من يعرف قيمتها، ولكنها رخيصة فى نظر قيادات لا تبالى إلا بمال.