أدخلت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خلال معركة "البنيان المرصوص" عام 2014 الماضي، العديد من الأسلحة النوعية والمتطورة، التي شكّلت للعدو الصهيوني صدمة وفشلا استخباراتيا ذريعا، وكان لها تأثيرها الكبير على سير المعركة، وإجبار العدو الصهيوني على استجداء التهدئة مرة تلو الأخرى، وهو ما انتهى بانتصار المقاومة على الاحتلال وتكبيده خسائر بشرية ومادية فادحة. أظهرت سرايا القدس خلال المعركة تطورًا نوعيًا في القدرات العسكرية الصاروخية، عندما دكت عمق الكيان الصهيوني بعشرات الصواريخ محلية الصنع التي أثبتت نجاحها وقدرتها على إيلام العدو الصهيوني، حيث وصلت إلى عمق الكيان في تل أبيب والقدس ونتانيا ومطار بن جوريون، وغيرها من المدن والمطارات والمفاعلات النووية التي تبعد عن قطاع غزة مسافة 70- 110 كم، كان من بين تلك الأسلحة النوعية التي أدخلتها سرايا القدس إلى معركة البنيان المرصوص، صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوسا تفجيرية قوية، مثل ( براق 70، وبراق100). وبراق عبارة عن صاروخ "أرض –أرض" يحاكي صاروخ "فجر 5″ يمكن تركيبه على منصة متحركة أو ثابتة تحت الأرض بشكل منفرد، يتم تزويده بعناصر فتاكة على شكل كرات معدنية لزيادة الأضرار وتدمير الهدف، كشفت عنه سرايا القدس خلال معركة البنيان المرصوص التي استمرت 51 يوما عام 2014، وأطلق أول صاروخ منه تجاه مدينة تل أبيب في 8 يوليو 2014. يعتبر الصاروخ براق 70 من الصواريخ المتوسطة المدى، حيث يصل مداه ما بين 70-85كم، ويرى الخبراء أن الفرق بين الصاروخ براق 70 وصاروخ الفجر 5 هو في القوة التدميرية للرأس المتفجرة، حيث تبلغ القوة التفجيرية لرأس صاروخ فجر 5 ما يقرب من 90كج، فيما تبلغ القوة التفجيرية لرأس صاروخ براق 70 نحو 70كج. وكشفت سرايا القدس في معركة البينان المرصوص عن نوعين من صواريخ البراق هما (براق 70) و(براق 100)، حيث استهدفت السرايا بصواريخ براق 70 تل أبيب وضواحيها (غوش دان وريشون لتسيون ومطار بن جوريون ومفاعل تسوراك النووي) ومدينة القدسالمحتلة وديمونة، وقصفت بصواريخ براق 100 مدينة نتانيا لأول مرة منذ بدء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأوقفت سرايا القدس مطار بن جوريون الدولي عن العمل على مدار أيام المعركة، لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني، بعد أن قصفته عدة مرات بصواريخ براق 70. وأطلقت سرايا القدس خلال معركة البينان المرصوص 62 صاروخا من براق 70 وبراق 100 وفجر5 على مدينة تل أبيب والقدس وديمونة ونتانيا وقاعدة هلافيم ومفاعل تسوراك النووي، وأسفر ذلك عن وقوع خسائر بشرية ومادية هائلة في صفوف الصهاينة، كما أعلنت مسؤوليتها عن قصف أهداف صهيونية مختلفة خلال المعركة ب3249 صاروخا وقذيفة، من بينها صواريخ براق 100 وبراق 70 وفجر 5 وجراد وقدس وقذائف هاون وصواريخ 107 وc8kوكورنيت ومالوتكا. ويؤكد خبراء عسكريون أن فشل الكيان الصهيوني في وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المدن والقواعد العسكرية للعدو، واستمرار المقاومة في إدخال صواريخ جديدة يعكس التطور النوعي لهذه الصواريخ من حيث مداها وقدرتها التفجيرية. ويشير الخبراء العسكريون إلى أن الحديث عن القبة الحديدية الصهيونية التي تعترض صواريخ المقاومة دليل مهم على فعالية صواريخ المقاومة، فوجود تلك القبب والحرص على تطويرها يؤكد حجم التهديد والهاجس الذي تشكله صواريخ المقاومة للجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني، مبينين أن اللجوء إلى هذه القبة لحل إشكالية صواريخ المقاومة هو إعلان فشل صهيوني جديد في مواجهة قدرات المقاومة المتنامية التي نقلت المعركة إلى قلب الكيان، وجعلت الكيان الصهيوني يتجه نحو الطرق الدفاعية كبديل عن الطرق الهجومية التي كان يستخدمها في كافة حروبه السابقة لتجنيب جبهاته الداخلية ويلات الحروب. ويعمل الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين دائما على تطوير منظومته الصاروخية، حيث أصدر أول صاروخ محلي الصنع تحت اسم "قدس1″ عام 2002، ثم طوره في صاروخ "قدس2″، وأخيرا صواريخ "قدس3″ التي تعتبر طويلة المدى، ويحمل رأس الصاروخ كميات كبيرة من مادة (TNA) المتفجرة، ووزنه 70كج، كما تصنع سرايا القدس أنواعا أخرى من الصواريخ، مثل صاروخ قدس متوسط المدى، وصاروخ جراد الذي يصل مداه إلى 40كم، وصولاً إلى صاروخ براق 70-100، ويقدر الكيان الصهيوني الأسلحة التي تمتلكها حركة المقاومة الفلسطينية بعشرات آلاف الصواريخ، وقذائف هاون، منها ما هو قادر على الوصول إلى القدسالمحتلة وتل أبيب وضواحيها وحيفا والنقب.