قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن النقاش الجمهوري الذي دار الجمعة حول السياسة الخارجية الأمريكية الملموسة، لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، حيث كان النقاش حول تهديدات تنظيم داعش الإرهابي، كما أن السيناتور "تيد كروز" انتقد سياسة الرئيس "باراك أوباما" الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط. وتضيف الصحيفة أن الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" كان له نصيب من المناقشة، حيث قال "كروز" إن مكافحة الإرهاب أمر صعب، ويجب أن يصبح "السيسي" صديقا يحتذى به، وتوضح الصحيفة الأمريكية أن ردود الأفعال المرحبة ب"السيسي" من جانب الجمهوريين تتناقض مع تلك التي يكنها البيت الأبيض تجاه رجل الجيش السابق، والتي عبر عنها بعدم مؤزارة "السيسي" في هجماته التي شنها بليبيا ضد تنظيم "داعش" التي تعد العدو المشترك لمصر والولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة أن إعجاب الجمهوريين ب"السيسي" بدأ مع خطابه الذي ألقاه في يناير الماضي بالجامع الأزهر، والذي حذر فيه من أن الإسلام يعاني على يد المتطرفين. وتعد هذه الخلافات الحلقة الجديدة من مسلسل الخلافات بين الدولتين (أمريكا ومصر) بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية، حيث تنظر واشنطن للقاهرة كحليف يهمها استقراراها في منطقة تسودها الفوضى بغض النظر عن شكل النظام الذي يحكمها. وتلفت الصحيفة إلى أن العديد من المحافظين الأمريكيين يشككون في الانتفاضات المؤيدة للديمقراطية التي تعرف ب "الربيع العربي"، والتي اسفرت عن انتصارات انتخابية للإسلاميين في تونس ومصر، وقد حذر دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى من أن المنطقة قد تقع في مخاطر حال استمرار نظام "مرسي". وقد قال "جيب بوش" بخطابه في شيكاغو، فبراير الماضي: "لقد ألقى السيسي خطابا رائعا حول التشدد وأعلن أنه حري بالعالم العربي الوقوف ضد هذا الخطر وأن مصر ستكون من أولى البلاد التي ستتعرض لهذا الخطر". وتشير الصحيفة إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن يكيل الجمهوريون المدح لخطاب السيسي الذي جاء مباشرة، حيث قال "كروز" في حديث لفوكس نيوز:" "سيكون من الأفضل جدا أن نرى نفس هذا المستوى من الشجاعة الذي أظهره الرئيس السيسي في القاهرة منذ عدة أسابيع". وأضاف كروز :"لماذا لانرى الرئيس الأمريكي يظهر نفس المستوى من الشجاعة، على الأقل حينما يتحدث بصدق عن هذا الشر الذي نواجهه حاليا". قال "مايك هكابي" المرشح الجمهوري في حوار له مع قناة نيوزماكس:"الرئيس السيسي في مصر، شكرا للرب على ذلك"، بينما اعتبر القسيس الشهير "ريتشارد لاند" في مقال له بصحيفة الكريستيان بوست، أن خطبة السيسي قد تصبح تاريخية مثل التي ألقاها دكتور مارتين لوثر كينج الأصغر عن حلمه برؤية السود ينعمون بالمساواة في أمريكا أو خطبة جون كيندي التي أعلن فيها دعمه لبرلين الغربية.