بينما يشدد القتال بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة على الأراضي السورية، قدمت إيران مبادرة معدلة من أربع بنود لحل الأزمة في محاولة لوضع حد لحرب دائرة منذ أكثر من أربع سنوات. ثمة تقارير إعلامية قريبة من طهران تحدثت عن أن المبادرة جرى تقديمها والتشاور فيها مع تركيا وقطر ومصر ودول أخرى أعضاء بالأممالمتحدة في محاولة جديدة تستثمر الدفع الإقليمي والدولي الناجم عن إجماع متمثل بخطر تنظيم "داعش" والمجموعات الإرهابية التكفيرية الأخرى. ويتزامن وقت إطلاق مساعد وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان المبادرة مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين والبحث في مضمون المبادرة الإيرانية الجديدة. في تفاصيل المبادرة وتعديلاتها الجديدة، يتضمن البند الأول الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والثاني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، أما البند الثالث فيتضمن إعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية في سوريا، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين. وسبق أن طرحت طهران مبادرات ترمي لإيجاد حل للأزمة، لم تصل لنتائج جراء اعتبار العديد من الدول بالإضافة لأطياف من المعارضة المسلحة أنها منحازة للنظام السوري. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبد اللهيان» إن ما سيساعد بخصوص المقترح الإيراني، أن هناك تحولا استراتيجيا في نظرة اللاعبين الإقليميين حيال سوريا. وأضاف «عبداللهيان» أن «ميخائيل بوغدانوف» المبعوث الخاص للرئيس الروسي ووزير الخارجية السوري «وليد المعلم» سيزوران طهران، مؤكدًا أن الحكومة الإيرانية تعد مبادرات على مستوى المنطقة، تشمل تقوية العلاقات بشكل شامل بينها وبين دول المنطقة، ابتداء من قضايا البيئة وحتى أعلى مستويات القضايا السياسية والأمنية، وقال إن هناك فرصة سانحة الآن أمام الدول الإقليمية للخروج من الأزمات التي تشهدها المنطقة. تحليلات كثيرة تحدثت أن إعلان طهران عن هذه المبادرة التي تأتي في زمن الحروب الإقليمية المتفرقة ضد تنظيمات إرهابية، تعبر عن شعور إيران بخطر "داعش" وأن التحالف الدولي المكون لمحاربة التنظيم يحتاج إلى تصويب في الأهداف والأساليب لمساعدة شعب وحكومة كل من العراقوسوريا تحت أنظمة الأممالمتحدة والقانون الدولي. من جانبها أكدت سوريا دعم بلادها للمبادرة الإيرانية المعدلة لحل أزمة سوريا بالطرق السياسية، وذلك في أعقاب محادثات أجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير خارجية روسيا ومبعوث رئيسها إلى الشرق الأوسط، الذي أكد أن موقف بلاده من الأزمة السورية لم يتغير، وأن موسكو ما زالت متمسكة بما جرى الاتفاق عليه في مؤتمر جينف-1، وقال المعلم إن كل المبادرات السياسية التي تعرض اليوم لحل الأزمة السورية نوقشت مسبقاً مع النظام في سوريا.