اقتلوا أنفسكم, وأحرقوا قراكم, ومدنكم, واجلسوا فى خرابها البائس ,ولا تنظروا إلى مدد سماء, أو نقل, وعقل, كفرت بكم هذه الأرض وجبالها أن ينصلح اعوجاج خسة هشاشة جهالة بؤس دروبكم فى حياتكم التعيسة. ولننجرف كأرضة تدب نحو مجرورعمومى, نحو الماء القذر, أو هكذا أيضا ينظر إلينا العالم, ولنغرق فى كبرياء الترفع القذر نحن الجهلاء المشوهين محترفى صناعة التعايش القبيح, والذل وصانعى الفقر, والهدم حجراً حجراً لجدران لم نبنيها حتى, أو نضع لها سقفا. هل اكتفينا الآن من جلد الذات المحبب لدينا والمُعَطِل, وبدأنا نفكر…لا اعتقد. ثلاثون عاماً أو مزيد نعمل بجد ونسعى بإخلاص إبليسى للمحافظه على "الحالة الراهنة", التى لم ولن تتغير منذ عقود ولأن الكائن المظلوم الغبى الجهول الذى ورث من أجداده عار رضا الذل وأورثه لأبنائه, وتسلسل منه وامتد -كنتيجة علميه نفسية واجتماعية – بلا اردة منه داء التسويف. وصارت "الحالة الراهنة" إلهنا لا شريك له نعبده على مر ومُر السنين. والتسويف كنتيجة حتمية يؤدى إلى الحرمان, التسويف فى تطبيق العدالة بمثابة الحرمان منها, التسويف فى تطبيق ألف ألف أمر بديهى لخلق حياة خارج المجرور القذر بمثابة الحرمان من هذا الألف ألف أمر… . قوانينا تسويف حتى يمل الخصمان الظالم قبل المظلوم, اقتصادنا تسويف, حياتنا الاجتماعية تسويف, سياستنا تسويف لعننا الله… وحين يشعر المضطهد بالخطيئة والمظلوم بجلد الذات, فليلعننا الله مرات أخرى. خيبات الظن لن تصنع حياة خارج المجرور القذر بقدر ما تصنع عبيد كاملى الإخصاء البدنى والنفسى, وعجز كلى عن التفكير والعمل. لم يعد الزمن يداوى كافة العلل بل صار حليفاً لثلاثية الجمود, والتسويف, والتخلف أقنومة الشيطان الذى لا يهتدى أبداً. انفجروا بلا منطق, ثوروا بلا منطق, اهذوا بلا منطق, فلن يجرى الحق كالمياه والعدالة كنهر دائم الحضارة, سنصبح أكثر تطرفاً, وسنكتب على جدران المقابر أسماء تصحبها ألقاب "كالهذيان الأكبر" و"الموتورالأصفى" و"المنكسر بشدة", لأنه جاهل, وستغطى الحوائط المغلقة بعرق العزلة, والانفجار بلا جدوى, داخل سجن الروح الجاهلة. فليلعننا الله, ولتتحطم دائما وأبداً أحلام الجهلاء الرومانسية, ولتُكتب مسيرة نضالكم الجاهل الحالم, على مناديل الاستنجاء, أيها البائسين فى المستقبل الخانعين تحت ارادة أنفسكم المصابة بالعته, فليلعننا الله أيها الحالمون الثائرون الجهلاء مادمتم لا تستطيعون أن تتعلموا شيئا, أيها الفرحين بالمكتب المريح كغواية بلا عمل, وحياة الضباع كغاية مخزية, والحلول السريعة الجاهزة كطفل مدلل فاسد. أنتم/نحن الدولة, وأنتم/نحن الوطن, وأنتم/نحن الشعب, ونحن الزيف وأحلام اليقظة المعطلة للتفكير, ونحن بلاؤنا, لا أحد غيرنا نحن السوط والجلاد والضحية, ونحن نتائج أفعالنا لا أحد غيرنا, ولن يصبح المستقبل رحيماً بنا حتى نضع له تعريفاً لما يجب أن يكون عليه. ولا حياة هنا إلا لسوء الفهم المؤدى إلى الشجار. [email protected]