شهدت محافظة بنى سويف كارثة طبية تمثلت فى وفاة 4 أطفال بين 36 أصيبوا بارتفاع مفاجئ فى درجات الحرارة وإسهال وقىء وغثيان وفقدان للوعى؛ بسبب تناولهم محلول جفاف فى مستشفيات مراكز ببا وإهناسيا والواسطى. قالت أحلام سلامة، والدة الطفلة "رحمة" التى توفيت، إنها توجهت بطفلتها إلى مستشفى إهناسيا المركزي؛ لعلاجها من الإسهال، وكانت تعاني من غثيان وقىء، فوصف لها الطبيب بعد تشخيص حالتها أكسجين وحقنا، وبعد نحو نصف ساعة توافد أطفال آخرون وصل عددهم نحو 10 أطفال، يعانون من نفس الأعراض، فقرر الأطباء إعطاءهم محلولا، وبمجرد أخذهم المحلول أصيبوا بارتعاش وتشنجات فارتفع الصراخ في العنبر. وشهد مستشفى حميات بني سويف أمس، وفاة الطفل مالك عبد العزيز محمد، الذى يبلغ من العمر عاما، أثناء إنهاء إجراءات نقله للقاهرة، ليسجل ثالث حالة وفاة إثر تعرضه لنزلة معوية حادة، نتيجة تناوله جرعة "محلول الجفاف الفاسد"، كما شهد مستشفى بني سويف العام وفاة الطفل محمود سيد محمد قطب، 11 شهرًا، والطفلة مروة أحمد جمعة، ثمانية أشهر، حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة بعد نقلهما من مستشفى ببا المركزي إثر تعرضهما لنزلة معوية حادة، وتناولهما جرعة المحلول الفاسد، فيما لايزال يرقد عدد من الأطفال داخل مستشفى بني سويف العام ومستشفى الحميات والمستشفى الجامعي لتلقى العلاج، بينهم 3 حالات خطرة. من جانبها، نفت الدكتورة أسماء جلال، مدير إدارة الصيدلة بمديرية الصحة بمحافظة بني سويف، علاقتها بواقعة تسمم نحو 32 طفلًا ووفاة 4 آخرين بسبب تلقيهم العلاج بمحلول معالجة الجفاف "ريهايدران" الوريدي تشغيله رقم 140509 إنتاج شركة المتحدون، التي تم توريدها إلى مخازن الصيدلة بمديرية الصحة ببني سويف يوم 22 / 7/ 2015، مؤكدة أنها وضعت ككبش فداء للكارثة، فيما أصدر الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، قرارًا بإحالتها للتحقيق. وأضافت "جلال" أن الواقعة لم تظهر منذ ثلاثة أيام فقط، كما تم الإعلان عنها، إنما بدأت ثاني أيام عيد الفطر، حيث تلقى أحد المستشفيات 5 حالات بنفس الأعراض الحالية بمركز الواسطى، وتم التعتيم عليهم تمامًا، ولم تبلغ الوزارة أو الإعلام بهم أو أي جهة أخرى، وبعدها أصدرت قرارًا بوقف صرف هذه التشغيلة، لكن الدكتور هاني همام، مدير المستشفيات بمديرية الصحة ببني سويف، أصدر قرارا بتوقيع منه بصرف التشغيلة على مسئوليته الخاصة. وفي نفس السياق، قال الدكتور محيي الدين عبيد، نقيب الصيادلة، إن إحالة مدير إدارة الصيدلة ببني سويف، للتحقيق بسبب واقعة تسمم الأطفال، بعد صرف محلول لمعالجة الجفاف "ريهايدران" الوريدي، يعد أمرًا بالغ الخطورة؛ لأنها ليست السبب الرئيسي والأوحد في القضية، مطالبا بفتح تحقيق شامل بحضور كل الأطراف، بداية من وكيل وزارة الصحة ببني سويف، وصولًا إلى مديري المستشفيات، والصيادلة. أضاف "عبيد" ل"البديل" أن النقابة ستحضر التحقيق مع مدير إدارة الصيدلة، ولن تترك أبناءها مهما كان السبب، مؤكدا أن النقابة ترفض بشدة إلصاق التهم بالصيادلة، دون وجه حق، لافتًا إلى أن الصيدلي ليس له دخل بهذه القضايا؛ لأن المسئول عن التشغيلات وتحليلها، وزارة الصحة. في الوقت الذي تسود فيه حالة من الخوف والرعب بين أهالى الأطفال المصابين والمحتجزين بمستشفيات بني سويف نتيجة تناولهم محلول الجفاف الفاسد، وسط حالة من الارتباك بين صفوف قيادات الصحة في كيفية التعامل مع الأزمة التي تتصاعد، خاصة مع سقوط وفيات جدد من الأطفال وصلوا إلى 4 حالات حتى اليوم، بخلاف استمرار عدد من الحالات تحت الملاحظة بالمستشفيات العامة والجامعة والحميات. واتهم آباء وأمهات الأطفال المصابين بالتسمم نتيجة تناولهم محلول الجفاف الفاسد مسؤولى الصحة بالإهمال والتقصير والجهل الطبي، مهددين برفع دعاوى قضائية على الحكومة يطالبون فيها بعزل قيادات الصحة وتعويض مالي كبير، وسط تعتيم إعلامى تفرضه مديرية الصحة حول تصاعد الأحداث وارتفاع عدد الوفيات وحقيقة صحة وسلامة الأطفال المصابين. على الجانب الرسمى، قال الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة، إن الأطفال الصغار قد يتعرضون فى فصل الصيف والحر الشديد إلى "الجفاف"، لذلك يحتاجون إلى محلول معالجة الجفاف، مضيفا أن هناك 27 حالة كانوا يعالجون بالمحلول فى محافظة بنى سويف، شفى جميعها إلا 4 حالات وافتهم المنية بعد حدوث مضاعفات لهم، مؤكدًا أنه بالنسبة للمحلول الفاسد، تم إيقاف التشغيلة بالكامل وسحب جميع الجرعات لتحليلها فى هيئة الرقابة والبحوث الدوائية لمعرفة نسبة محتوياته، وتم إصدار قرار بغلق مصنع فارما للأدوية بأكمله وتحريز منتجاته فى الأسواق وإحالة الواقعة للنائب العام، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من أساتذة طب الأطفال لفحص الملفات الطبية لمعرفة كل الملابسات حول واقعة بنى سويف. وأمر المستشار محمد سليم، محافظ بني سويف بفتح تحقيقات عاجلة في وفاة 4 أطفال أصيبوا بنزلات معوية أدت إلى مضاعفات مرضية وتحديد أسباب الوفاة، مشددا على أنه سيتم محاسبة المقصرين بناء على ما تسفر عنه نتائج التحقيقات، وأنه لن يتهاون في أي تقصير يضر بصحة المواطن، كما قرر صرف مساعدات مالية عاجلة لأسر الأطفال بواقع 20 ألف جنيه لأسرة الطفل المتوفي، 1000 جنيه لأسرة الطفل المصاب. ومن جهتها، أصدرت رابطة مرضى السرطان والأمراض المزمنة، بيانا تطالب بكشف الإهمال والفساد اللذين تسببا في إزهاق أرواح 4 أطفال ببنى سويف، وطالبت الرابطة رئيس الجمهورية بإقالة وزير الصحة، ووكيل وزارة الصحة ببني سويف.