كتب: أحمد بعلوشة ما تظهر عليه الحالة في غزة، هي استعدادها لمتغيرات صعبة قد تؤتي بنتائج سلبية على الفلسطينيين في القطاع، حيث يعاني المواطنون في قطاع غزة يومياً من أشكال صعوبة الحياة المختلفة المتمثلة في عجز الأسواق ومشكلة الطاقة، مروراً بأزمة المحروقات وحالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، إضافة إلى الفقر والبطالة والفساد، لينتهي الحال بالمشكلات الصحية التي تطرأ في أوقات حرجة في ظل موجة الصيف الحارة التي تمر بها المدينة. في الجانب المتعلق بالصحة العامة والوقاية، صرحت وزارة الزراعة بغزة، أنها قامت بإتلاف عدد من الطيور المصابة بإنفلونزا الطيور بعد اكتشاف العديد من المزارع التي يوجد بها الفايروس في مناطق وسط القطاع وجنوبه. وقالت الوزارة أنه وبعد إجراء تحاليل على الطيور الموجودة في هذه المزارع، ثبت إصابة حوالي 30 ألف دجاجة من نوع البيَّاض، حيث تم إتلاف هذه الدجاجات المصابة، إضافة إلى 500 دجاجة بلدية وعدد مقارب لها من الصيصان، عوضاً عن إتلاف 6000 بطة. وذكرت أنه بعد ظهور المرض واتلاف الكمية المذكورة، دفعها ذلك إلى منع بيع الدواجن المربية منزلياً، ودعوة المواطنين لعدم جمع عدد من أنواع الطيور بنفس المكان. وعن سبب ظهور هذا المرض قال د. حسن عزام نائب مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة في غزة لوكالات الأنباء: " بعد البحث والتحاليل المقدمة للدواجن، تبيَّن أنَّ المزارع التي أصيبت بالانفلونزا، تقع بجانب مزارع لطيور البط التي نقلت العدوى لها", مشيراً إلى أنَّ البط لا تظهر عليه أعراض الإصابة بالمرض, إضافة إلى أنَّ المرض جاء بسبب الطيور المهاجرة، والبرية خاصة في المناطق القريبة من وادي غزة. ومهَّد عزام إلى أنَّ العدوى ظهرت في شهر مارس الماضي على بعض مزارع البط والدجاج البلدي غير أنها لأول مرة تسجل في مزارع للدجاج البياض، مشدداً على أنه لم تسجل أية إصابة في الدجاج اللاحم, وأنَّ المزارع تأخذ كافة الاحتياطات من أجل حمايتها من الإصابة. وطالب عزام كافة المؤسسات الدولية بضرورة توفير الدعم للحد من إنتشار المرض ، مبيناً أن الوزارة لجأت لمنظمة الفاو والمؤسسات الدولية بسبب عدم وجود ميزانية تشغيلية في الوزارة. وفي الإطار نفسه، قال المزارع كمال البحيصي صاحب مزرعة دجاج في منطقة دير البلح بمحافظة الوسطي إن فيروس انفلونزا الطيور ظهر في مزرعته الشهر الماضي بعد موجة الحر الأخيرة, وبعدما ظهرت علامات المرض. وبيَّن أنه تم أخذ عينة من قبل الجهات المختصة بوزارة الزراعة، منوهاً إلى أنه بعد المهلة التي أعطتها الوزارة له جاءت النتائج بضرورة إعدام الدجاج البياض، وإتلاف البيض كافة. وبعدها تم إتلاف 3500 دجاج بياض عمر 40 أسبوع، بالإضافة إلى اتلاف 15000 بيضة مائدة في مزرعته. وأضاف البحيصي: "إنَّ المزارع الغزي أوضاعه تزداد صعوبة، فهو يعاني من ظروف صعبة، نتيجة الخسائر الفادحة من تقلبات الجو المفاجئة صيفاً وشتاء، وارتفاع تكاليف تربية الدجاج". وقال إنَّ مزرعته تعرضت لخسائر فادحة نتيجة الحروب المتتالية على غزة، فقد تكبد في حرب الفرقان عام 2008 خسائر تقدر ب 50 ألف شيكل نتيجة تدميرها بفعل قصف الاحتلال. يُذكر أنَّ المزارعين طالبوا الحكومة بالتدخل والإعلان عن تعويضات مادية لأصحاب المزارع التي أصيبت بهذا المرض، نظراً للخسائر الكبيرة التي تعرض لها المزارعون جراء إعدام الطيور الموجودة في مزارعهم.