سيطر الإهمال على جميع المعديات التي يستقلها المواطنون يوميا للعبور إلى الضفة الأخرى، أو الاتجاه الآخر من نهر النيل، للذهاب إلى وظائفهم أو العبور إلى البر الثاني من أجل جلب متطلباتهم الحياتية، وسط غياب الرقابة، فأصبحت المعديات النهرية، خطرا يهدد المواطنين بالموت في أي لحظة، خاصة أن العبارت متهالكة وغير صالحة للتنقل. بالأمس، لقي 19 شخصا مصرعهم غرقًا في النيل إثر تصادم وقع بين مركب كانوا يستقلونه بصندل فى منطقة الوراق، فيما انتقلت الأجهزة الأمنية ومساعد مدير أمن الجيزة إلى موقع الحادث، وتم انتشال الجثث والمصابين، وألقي القبض على قائد الصندل ومساعده. كانت النجدة تلقت بلاغًا مساء أمس بغرق المركب أمام حديقة النيل بمنطقة الوراق، وانتقلت على الفور قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري والمسطحات المائية، وتم تشكيل 7 فرق لإنقاذ العشرات. وأوضحت التحريات أن المركب مخصص للرحلات النيلية يوميًا من ميدان عبد المنعم رياض حتي جزيرة القلل الشهيرة بالوراق، وأثناء دوران قائد المركب للخلف عائدًا من الرحلة، فوجئ بصندل واصطدم به وغرق على الفور. يقول أحمد شحاتة، أحد الناجين، إنه كان يستقل المركب "المشئوم" بصحبة عدد من أصدقائه، وبدأت الرحلة في السادسة مساء من شاطئ عبد المنعم رياض، وكان على المركب أكثر من 70 شابًا وفتاة وعائلات بأكملها يستمتعون بالرقص، وعندما حاول قائد المركب العودة للخلف في اتجاه عبد المنعم رياض اصطدم بصندل نيل وغرق المركب على الفور، مضيفا أنه قفز بسرعة بصحبة 3 من أصدقائه، وعاموا في النيل حتى وصلوا إلى الشاطئ. في الوقت الذي أصدرت فيه هيئة النقل النهري، بيان تؤكد فيه أن مركب الرحلات النيلية الذي غرق بالأمس غير مرخص من الهيئة ولايوجد له بيانات، موضحة أن المركب طوله 13 مترا وكان في نزهه نيلية بين منطقتي الساحل والوراق. من جانبه، قال المهندس محمد سامي، بهئية النقل النهري، إن هناك العشرات من المعديات غير مرخصة، وهي ما تسبب حوادث فادحة؛ لأن قائديها لا يمتلكون أي أصول للقيادة، مؤكدا أن جميع مراسي المعديات التابعة لجزيرة الوراق عشوائية ولم تخضع لأي ترخيص، مختتما: "حررنا محاضر عديدة وأصدرنا قرارات إزالة لهذه المراسي، لكن للأسف لم تبدأ شرطة المسطحات والجهات التنفيذية في تطبيقها حتي الآن".