لشراب العرقسوس فوائد جمة لصحة الإنسان على الرغم من أنه يعد من السلع المهملة من جانب المواطنين طيلة العام ولم تروج إلا في شهر واحد فقط لاعتباره من المشروبات المرتبطة بشهر رمضان المبارك بجانب الخروب والتمر هندي وقمر الدين، فطيلة العام لا تجد لها زبون اللهم إلا من المرضى من كبار السن الحريصين على تناوله كأحد الأدوية الطبيعية التي أوصى بها الأطباء المعالجين. ورث الحاج عادل عبد اللطيف أحمد، مهنة بيع المرطبات من والده، وبعد وفاته حرص على أن يأتي من موطنه بإحدى مدن الصعيد سنويًا في أشهر الصيف ليحمل قدر مليئ بعصير العرقسوس ويجوب به شوارع المنشية ليروي به العطشى، فيقول أنه يعمل بالإسكندرية لمدة 4 أشهر ليبيع العصائر من خروب، تمر هندي، عرقسوس. وعن الفوائد الشائعة لشراب العرقسوس قال عبد اللطيف أنه يفيد في علاج الحموضة، آلام المعدة، مفيد للقلب، القولون، السكر، والكلى، مشيرًا إلى أنه يقوم بشراؤه جاهزًا من أحد مصانع العصائر، ويعتقد أن نبتته في الأصل عبارة عن نشارة خشبية، إلا أن ما أكد عليه هو النظافة في صنعه لأن "النظافة أمانة وشرف تعود في النهاية إلى الشخص نفسه". وأوضح عبد الله عبد الله فتحي، بائع عرقسوس بأحد المحال الشهيرة، أن النقع والغلي هما الطريقتان الوحيدتان لصناعة العرقسوس والأولى الأكثر إفادة ولكن الغالبية العظمى من الباعة يستخدمون الطريقة الثانية، مشيرًا إلى أن من الخطوات الهامة التي يجب اتباعها عند صناعته هي تصفيته جيدًا كي لا يتسبب في إصابة الكلى بالحصوات، وأن يكون ذلك باستخدام قطعة من القماش وليس المصفاة نظرًا لشدة صغر حجم شوائبه التي من الممكن أن تخترق فتحاتها، فهو يأتي في صورة شعرات صغيرة، كما أن الأفيد منه لا يضاف إليه السكر. وفيما يتعلق بالإقبال عليه، قال عبد الله انه لا يكون رائجًا إلا في شهر رمضان فقط، أما في سائر العام فإنه يكون وصفة طبية لكبار السن الذين يحرصون على شرائه، ويأتي كبواقي لإحدى الأشجار من كفر الدوار والصعيد الذي يحتوي على أشجار أفضل. غالبًا ما تتحير ربات البيوت في التفرقة بين عبوتي الخروب والعرقسوس وقد تعتقد أنهما من نفس النوع فتخلطهما سويًا، ولكن عبد الله فصل بينهما وفقًا لرغوة كلاً منهما، فالأول تمتاز رغوته باللون الأحمر الداكن، بينما الثاني تميل فيه إلى اللون الأصفر. وأضاف ان المحلات الصغيرة تقوم بصناعة العرقسوس، بينما المحلات الكبرى تلجأ إلى المصانع، أما المحل الذي يعمل به فإن له المصنع الخاص به والذي يمد كافة الأفرع بالعصائر المختلفة. وعن الأسعار، قال عبد الله ان العرقسوس هو أقل العصائر سعرًا فتتكلفة العبوة منه لا تزيد عن 5 جنيهات، بينما الخروب 6,50 جنيهات، والمانجو 15 جنيه، مشيرًا إلى أن أسعار الخروب والقصب ارتفعت دون العرقسوس الذي مازال ثابتًا على سعره السابق على بدء شهر رمضان المبارك. ولكلٍ مذاقه إلا أن طريقة صناعته ظلت واحدة، فيقول أسامة ابو مالك، صاحب عربة عرقسوس بمحطة الرمل، انه يفرد العرقسوس وأفضل أنواعه السوري، في صينية وتضاف إليها القليل من كربونات الصوديوم والمياه ويدعك جيدًا ويترك حتى يخمر، ويبيع الكوب منه بجنيهًا واحدًا، والخروب جنيهان. يعمل ابو مالك في مهنة بيع العرقسوس والخروب والتمر هندي في أشهر الصيف الحارة، بدءًا من شهر مايو إلى أكتوبر من كل عام.