تذخر الذاكرة المصرية بالكثير من القصص والحكايات التي تدل على بطولات الجنود المصريين خلال حرب التحرير سنة 73 والتي وافق يومها 6 أكتوبر و العاشر من رمضان . ولولا البطولات للكثير من المجهولين والحلول الغير تقليدية على أرض الميدان، ما استطاعت مصر أن تستعيد كرامتها وأرضها وخاصة منطقة بحجم واتساع شبه جزيرة سيناء . يتذكر الفدائي محمد محمد محمود خليفة "شزام" الليلة الأولى بعد العبور قائلًا: تناسى الجنود الجوع والعطش في رمضان وحملوا أسلحتهم وعبروا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، مضيفًا لقد عبرت 4 مرات لقناة السويس منها عبور "العاشر من رمضان"، لكن واحدة من أخطر المهام التي واجهتني ذلك اليوم هو إسقاط " موقع الفردان " الحصين ليتمكن الجيش من استكمال خطة العبور . وفى الساعة الثانية يوم العاشر من رمضان، تمكنت القوات المسلحة المصرية من العبور إلى الضفة الشرقية للقنال وإسقاط الساتر الترابي وبدء احتلال وإسقاط قلاع وحصون خط بارليف . في مساء هذا اليوم وكمرحلة ثانية بعد عبور الجنود، جاءت خطوة إنشاء الجسور لتتمكن قوات المدرعات وبقية وحدات الجيش من العبور لتأمين الضفة الشرقية واستكمال خطة الحرب . لكن مشكلة بدأت تواجه القوات في منطقة الفردان بالإسماعيلية لوجود موقع حصين للغاية لم تتمكن المدفعية المصرية من إسقاطه، وبدا كالسد أمام الجنود المصريين . ويستكمل "شزام" حديث الذكريات قائلًا: كنت وقتها موجودًا ضمن الصف الثاني كجندي احتياط مع أحد مجموعات المشاة، وتم استهداف وضرب الصف الأول، فتم الدفع بنا لنحل محل الصف الأول وصدرت الأوامر بضرورة إسقاط الموقع لتتمكن القوات من العبور، وتقليل الخسائر المتوقعة أثناء العملية . ومن هنا جاءت الفكرة، فما أن حل ليل العاشر من رمضان، إلا وكنت أنا ومجموعة صغيرة قد عبرنا على متن قارب مطاطي صغير نستغل الظلام، وزحفت باتجاه الموقع على تلك التبهة المرتفعة مع زملائي، وأنا احمل معي " جراكن " بها بنزين بهدف إحراق الموقع الذي لم نستطع اختراقه بأي شكل من الأشكال حتى تلك اللحظة . ثم اقتربنا من " الهويات " ( فتحات تهوية الموقع والهروب ) وأفرغنا محتوى " الجراكن "، وانسحبنا إلى الضفة الغربية للقنال مرة أخرى، وما أن عدت إلى مكاني، حتى انطلقت قذائف المدافع تستهدف الموقع فاشتعل بمن في داخله واستطاع الجنود المصريين بعد ذلك الاستيلاء على النقطة واكتملت خطة العبور . وأنهى "شزام" حديثه قائلًا: وبعد عده أيام تم استدعائي لمهمة أخرى، وهى إسقاط " جبل المر " في يوم 9 أكتوبر لكن هذه قصة أخرى تحكى في وقت أخر .