"كنافة، قمر الدين، ياميش وفانوس" .. كلمات بمجرد ظهورها تعني اقتراب شهر رمضان المعظم في كل عام، بل هي مفردات أصبحت مكون أساسي بدونها لا تكتمل طقوس الشهر . وتشهد الأسواق المصرية موجة غلاء في أسعار "الياميش" وبالأخص المكسرات هذا العام بحسب آراء المستهلكين والتجار على حد سواء هذا العام تحديدًا بزيادات وصلت 40 % . وقال محمود الشاطبي: إن أسعار الياميش هذا العام " مولعة " على حد وصفه، مؤكدًا أن الزيادة جنونية في جميع الأسعار، وهو نفس ما اتفق عليه العديد من ربات وأرباب البيوت بمحافظة الإسماعيلية . وأضافت فاطمة الزهراء، إحدى شابات محافظة الإسماعيلية، أن والدها اشتكى لها من زيادة الأسعار هذا العام لكن رغم ذلك فقد اشترى "الياميش" معلقًا "عاده ربنا ما يقطعها " . واستوردت مصر بحسب تقارير منسوبة لمصلحة الجمارك المصرية "ياميش رمضان" بإجمالي نحو 455 مليون جنيه هذا العام، وتصدرت أصناف " المكسرات " قائمة الواردات . فتم استيراد كميات منها بقيمة 259.96 مليون جنيه، ومن جوز الهند بقيمة 77.28 مليون جنيه، ومشمشية بقيمة 31.5 مليون جنيه، وتمر بقيمة 64.51 مليون جنيه، وتين بقيمة 21.59 مليون جنيه . "عبد الرحمن المالح" أحد تجار الياميش بالإسماعيلية يقول: إن أسعار " الياميش" والمكسرات هذا العام أصبحت غير منطقية، حيث وصلت إلى زيادة 40% عن العام الماضي، مؤكدًا أن أنواع من المكسرات مثل " عين الجمل " وصل ثمن ربع الكيلو منها إلى 45 جنيه بزيادة قدرها 15 جنيه عن العام الماضي، بينما تراجعت أسعار " قمر الدين أو المشمشية " مقارنة بالعام الماضي . ليصل سعرها هذا العام إلى 15 جنيه للنوع المصري، و 30 جنيه للنوع السوري، وذلك بسبب نقل المصانع السورية إلى مصر بعد الحرب الدائرة في سوريا . أما أسعار البلح هذا العام فلم تشهد زيادة كبيرة، حيث تتراوح بين 8 جنيه إلى 35 جنيه بحسب النوع المطلوب، وتعتبر أكثر أنواع البلح المنتشرة هذا العام هي " السكوتي والصاروخ وغزالة " . وللمرة الأولى منذ سنوات يحافظ البلح على أسمائه الأساسية، إذ أنه في كل عام تعود تجار البلح على إطلاق أسماء بحسب الحالة المنتشرة في البلد، حيث انتشر في العامين الماضيين "بلح تمرد وتجرد ومرسي والسيسي"، كما شهدت أعوام سابقة انتشار أسماء هيفاء ونانسي وغيرهم من الفنانين . وعن حاله السوق أكد المالح أن هذا العام شهد رواجًا طفيفًا للمنتجات المختلفة على عكس كل السنين السابقة، مشيرًا إلى أن الكساد يزداد من عام إلى الآخر . بينما قال "مصطفى دروه" أحد تجار البلح والياميش بمنطقه شارع مكة: إن سبب زيادة الأسعار في البلح والياميش بشكل مباشر هو النقل وارتفاع أسعار الوقود، وكل السيارات المحملة بالبضائع تدفع " كارتة " الطريق بقيمة تصل إلى 20 جنيه، أضف إلى ذلك قيمة لميزان الطريق كذلك الزيادة في المتحصلات بسبب نوع البضاعة . وأضاف مصطفى، أنه كان من المفترض أن تزيد أسعار البلح والياميش عن الأسعار الموجودة حاليًا، لكن نقل مصانع الياميش وقمر الدين السورية إلى مصر بعد الحرب، وكذلك عدم طمع التجار في أرباح أكثر من ثلاثة جنيهات في الكيلو ساهم بشكل كبير في إعطاء الفرصة لمختلف الطبقات لشراء مستلزمات رمضان . وعن أغرب المواقف التي شهدها مصطفى في عمله قال: إن الزبائن لا تحب السلع ذات السعر الرخيص، واستطرد كان لدى بلح وصل ثمنه 5 جنيهات لم يشتريه أحد تحت شعار " الغالي ثمنه فيه " فقمت بوضع جوالًا من نفس الصنف بجواره، وعلقت عليه سعر 15 جنيه فبيع بأكمله، فيما ظل الجوال الأساسي لم يبع منه أي شيء . وبلغت صادرت السلع الغذائية خلال الأشهر الخمس الماضية انخفاض بنسبة 31.5% عن العام الماضي ببلوغها نحو 5 مليارات و160 مليون جنيه، مقابل 7 مليارات و537 مليون جنيه . وهو ما يؤكد ما قاله التجار بأن السوق هذا العام يشهد تراجع في الإقبال عن كل عام، وأن السوق يتجه إلى الركود في كل عام أكثر من العام السابق .