نحكي عن مواطن حارب الاحتلال والتهويد، وانتصر في 2015 لهويته الفلسطينية، نحكي عن عصفور الشمس "الفلسطيني"، بعد أن أعلنت الحكومة الفلسطينية، أخيرًا، عنه كطائر وطني، وبعد أن تناقلت السلطة في الأشهر الأخيرة بيانات، تقول فيها: إن الاحتلال حاول، من خلال مؤسساته، تغيير اسم العصفور الفلسطيني، وسلخ ارتباطه بفلسطين، ضمن محاولات كثيرة لتهويد كل ما هو فلسطيني. الاسمان اللذان اقترحهما الاحتلال هما "الطائر الوردي" و"بير إسرائيل"، لكنّها لم تتمكن من ذلك، بسبب توثيق اسم الطائر في المصادر والمؤسسات الدولية، فقد راسلت سلطة البيئة جهات دولية عدة بهذا الشأن، قبيل انضمام فلسطين إلى "اتفاقية التنوّع الحيوي" في ديسمبر الماضي، في إطار سعيها إلى الانضمام بشكل كامل خلال العامين المقبلين. نبتعد قليلًا عن البيانات والقيل والقال، لنحكي عنه وحسب، طول "تمير فلسطين" من 8 إلى 12 سم، وباع الجناح نحو 14: 16 سم، كما يصل وزن الذكر 7.6 جرام، ووزن الأنثى 6.8 جرام، لون منقاره أسود وطويل إلى حدٍ ما مع التواء نحو الأسفل، أما لون ريش الذكر البالغ داكن، ولكن قد يظهر لمعان أزرق أو أخضر على الريش عندما يتواجد الطير في الضوء، وتتواجد خصل من الريش لونها برتقالي بجانب صدر الذكر، لكن من الصعب رؤيتها إلا من مدى قريب، أما لون ريش الإناث والصغار فهو بني- رمادي. صوت هذا العصفور عالٍ وسريع ويكون عبارة عن جلجلة أو خشخشة، كما أن له عدة أصوات متنوعة منها صوت إنذار حاد، ويتواجد في مناطق ذات درجات حرارة عالية ومناخ جاف في علو سطح البحر وحتى علو 3200 متر فوق سطح البحر، ويعيش في الغابات الجافة والأراضي الحرجية والوديان والسافانا، كما تراه في البساتين والحدائق، ووجوده شائع في بعض المدن في مناطق معينة. السلالة التي تتواجد في الوطن العربي تتوالد في فلسطين وفي شمال الأردن، وفي المناطق التي تمتد من غرب السعودية حتى اليمن وسلطنة عمان في الجنوب، في العقود الأخيرة بدأ هذا الطير بالعيش في سيناء، وقد تصل بعض هذه الطيور لبنان وسورية في الشتاء. أما السلالة التي تتواجد في إفريقيا تعيش بشكل محلي في السودان، شمال-غرب أوغندا، جمهورية أفريقيا الوسطى، شمال-شرق الكونغو وفي شمال الكاميرون. يتغذى بشكل عام على الحشرات والرحيق، منقاره طويل وملتو لنحو الأسفل ولسانه طويل أيضًا الأمر الذي يمكنها من استخلاص الرحيق من الزهور، تتغذى هذه الطيور في أغلب الأوقات، وهي رابضة بجانب الزهور أو عليها ولكنها تستطيع التحليق أيضاً خلال الغذاء بشكل شبيه للطنان. من بين أعداء هذا الطير في الطبيعة، العديد من أنواع الثعابين، ثدييات مفترسة وطيور مثل أبو زريق، الذي يستطيع في العديد من الأحيان بالدخول إلى العش وإيذاء الأم وصغارها، في الطبيعة، يستطيع التمير الفلسطيني العيش لمدة 3-9 سنوات، هذا العصفور فضولي للغاية ويقوم بفحص كل شيء جديد وغريب بالنسبة له. فلسطين الغنية والثرية بالتنوع الحيوي والمصابة بحلم الحرية، تستحق إطلاق طائرها الوطني، أسوة بدول العالم، وهو ساحرًا برشاقة حركته، وبطيرانه الواثق والسريع، وبمنقاره الطويل، والبهي بميزة تلوين ريشه الأسود تحت الشمس، فيصير خليطًا أخضر وأزرق وبنفسجي لذكوره، ورمادي وبني لأنثاه ، فيستحق هذا "العازف" أن يتحول منذ الآن إلى "أيقونة" فلسطين الوطنية: طائر يغرد للحياة، ولا يقبل إلا بشمس الحرية، ويُعرّف العالم بوطننا الذي ينتظر الخلاص، في كل المحافل. تعد فلسطين أهم ثاني معبر للطيور المهاجرة في العالم، والكائنات التي تم وصفها في فلسطين، تُقدر بنحو 47000 نوعًا، ويعتقد بوجود حوالي 4000 نوعًا آخر لم يجر وصفها حتى الآن، فيما يبلغ عدد النباتات قرابة 2700 نوعًا، ويبلغ عدد الأنواع المتوطنة منها في فلسطين حوالي 261 نوعًا، 53 منها خاصة بفلسطين، 12 نادرًا جدًا، في وقت يهدد الانقراض حوالي 543 نوعًا، عدا عن وجود 93 نوعًا من الثدييات ضمن 33 عائلة، و530 نوعًا من الطيور، بجانب 110 نوعًا من الزواحف والبرمائيات، وزهاء 32 نوعًا أصيلًا من الأسماك ونحو 14- 16 نوعًا دخيلًا.