بين عشية وضحاها تحولت الولاياتالمتحدةالأمريكية من عدو يدعم الإرهاب ويساعد الإخوان إلى صديق حميم، إثر موافقة الكونجرس على عودة المساعدات العسكرية إلى مصر، بعد أن تم تعليقها على مدار السنتين الماضيتين، عقب أحداث 30 يونيو، والتي انتهت بعزل محمد مرسي رئيس الجمهورية الأسبق. كانت الولاياتالمتحدة قد جمدت مطلع شهر أكتوبر من عام 2013 جزءًا من مساعداتها العسكرية المقدمة إلى الجيش المصري، والتي تصل قيمتها إلى 1.3 مليار دولار، وقالت الخارجية الأمريكية في ذلك الحين إن هذا الإجراء يشمل تجميد تقديم المعدات العسكرية الثقيلة وجزءًا من المساعدة المالية المقدمة للحكومة المصرية. وتعتبر مصر في مقدمة الدول التي على لائحة المعونات الخارجية الأمريكية، منذ توقيعها معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني عام 1979، ووصلت المعونة في الماضي إلى 2 مليار دولار، بما فيها 1.3 مليار دولار معونة عسكرية. لكن منذ إدارة بوش قلصت الولاياتالمتحدة المعونات غير العسكرية. ويرى بعض المحللين أن عودة المعونة هي انعكاس للعلاقات المصرية الأمريكية وحالة التخبط التي مرت بها خلال السنوات الماضية؛ بسبب محاولات الضعط التي كانت تريد أمريكا ممارستها على الإدارة المصرية؛ لفرض الهيمنة الأمريكية، بالإضافة إلى حالة التناقض التي ظهرت على بعض السياسيين من التأييد المطلق لهذا القرار إلى الرفض واتهام أمريكا بالسعي لدعم الإخوان ومحاربة النظام السياسي الحالي. يقول حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هناك مشهدًا سياسيًّا متخبطًا من الجانبين، لافتًا إلى أن عودة المعونة الأمريكية لا ينعكس على العلاقات الأمريكية المصرية، فالجانب الامريكي يسعى لتحقيق مصلحته بغض النظر عمن يحكم. وتابع نافعة أن هذا القرار جاء بعد سلسة من التقارير عن الوضع في مصر، خاصة وأن هناك سلسلة من المحاولات المصرية لإعادة العلاقات بشكلها الطبيعي من الجانب الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن مصلحة أمريكا تتطلب عودة المعونة، حتى يكون لها حليف قوي في الشرق الأوسط، ولكن المعونة لا تعني عودة العلاقات إلى طبيعتها. وأوضح اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي أن الولاياتالمتحدة كانت تستخدم المعونة كورقة ضغط؛ لاتباع سياسيات معينة، تهدف وتحافظ على مصالحها في الشرق الأوسط، ولكن بعد أن فشلت هذه الحيلة، كان من مصالحها أيضًا تحسين العلاقات، بعد أن اتجهت مصر إلى بعض الدول الأخرى، كروسيا وفرنسا؛ لتعزيز التعاون العسكري. وأضاف مسلم أن نوعية المعدات العسكرية الموجودة في القوات المسلحة المصرية ستستفيد بهذه المعونة، سواء من حيث الصيانة أو قطع الغيار أو ما شبه ذلك، مشيرًا إلى أن المعونة ستفيد، ولكن ليس بالشكل الذي يتصوره البعض، خاصة أن المعونة العسكرية منقطعة منذ عامين، ولم تتأثر القوات المسلحة بهذا.