قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن الحرب على الإرهاب، تلك الحملة التي تنتهي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" الأبن منذ 14 عاما، ترتبط بالعديد من التشويهات الأكثر بشاعة من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن يوم الاثنين الماضي قامت أحد محاكم لندن بايقاف محاكمة رجل سويدي يدعى "بهيرلين جيلدو" بتهمة الإرهاب في سوريا وتسليح جماعات إرهابية، بعد الكشف عن تورط المخابرات البريطانية. وتضيف الصحيفة أن الادعاء تجنب ذكر المخابرات البريطانية لعدم إحراجها، ولكن الدفاع أكد أن المتهم لم يقم بإهانة العدالة، موضحة أن الدولة البريطانية نفسها متهمة بتقديم دعم واسع للمعارضة السورية، مشيرة إلى أن تداعيات هذا التمويل واضح بصورة كافية، فبعد مرور أربعة أعوام على اندلاع الأزمة السورية، فإن الولاياتالمتحدة وحلفائها لم يدعموا ويسلحوا المعارضة فقط، بل كانوا مستعدين لدعم تنظيم داعش من أجل إضعاف سوريا. وتلفت الصحيفة إلى أن المخابرات البريطانية والولاياتالمتحدة قدما التدريب والدعم اللوجستي والإمدادات السرية كالأسلحة على نطاق واسع، وهو نفس ما فعلته المخابرات المركزية، بجانب نقل مخزونات الأسلحة للمتمردين الليبيين في عام 2012، بعد سقوط نظام القذافي. وتوضح الصحيفة أن على مدى العام الماضي، كانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والقوات الغربية الأخرى في العراق من أجل تدمير الجماعة الإرهابية شديدة الطائفية "داعش"، ولكن حدث العكس حيث اجتاحت داعش مساحات واسعة من الأراضي العراقية بالإضافة إلى السورية، مضيفة أن الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد داعش لا تسير على ما يرام، حيث في الشهر الماضي تمكنت داعش من السيطرة على مدينة الرمادي العراقية، وتدمر في سوريا، كما أحرزت جبهة النصرة الفرع الآخر من تنظيم القاعدة بعض التقدم في سوريا. وتختتم الصحيفة بقولها: من الواضح أن داعش والجماعات الإرهابية لن تنهزم من قبل نفس القوى التي جاءت بها إلى العراقوسوريا، أو التي صنعت الحرب المفتوحة والسرية التي جلبت التدخلات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط، فقط شعوب المنطقة يمكنهم علاج ذلك المرض وليس الذين نشروا الفيروس.