«انت ما بتصليش ليه»، بهذه العبارة غزى كلا من محمد حسان، و وجدى غنيم، سوق الكاسيت المصرى منذ عام 2000 وحتى الآن، بعباراتهم الرنانة وخطبهم بالمساجد والزوايا فى المناطق الريفية والعشوائية الخاضعة لسيطرتهم الكاملة فى غياب الرقابة ودور الأزهر الشريف، ومع اقتراب شهر رمضان الكريم، بدأ موسم الدعاة والفتاوى الشرعية التى ما انزل الله بها من سلطان، ويتلخص شعار المرحلة المقبلة فى «تجديد الخطاب الديني» لتطبيقه من أجل التصدي للأفكار المغلوطة عن الدين الإسلامي وإيقاف تيار الفكر المتطرف المتسبب فى غسيل أدمغة الشباب وانضمامهم الي جماعات تكفيرية بالداخل والخارج. ** غاب الأزهر فلعبت الدعوة السلفية دور البطولة بالفضائيات أرجع عبد الغنى هندى، مستشار الشؤون الدينية لوزارة الأوقاف، السبب فى انتشار القنوات الفضائية الداعية لنشر أفكار مغايره لوسطية الإسلام ومنهج الأزهر هو تخاذل المؤسسة عن تأدية دورها الدعوى وإشباع حاجة الناس الروحانية، فالإنسان بحاجة دائمة إلى الدين كحاجته إلى الطعام والشراب، وان لم يجد ما يشبع حاجته يلجأ إلى لبدائل يتجرع أفكاره الدينية وفقًا لأيدلوجيته سواء كانت متشددة أو خاطئة. وأضاف هندى أن الأزهر كان بيده فرصة ثمينة لإعادة المؤسسة إلى الصدارة والقيادة محليًا ودوليًا ولكنه ضيعها، فبدلًا من أن يتكاتف القائمون على تلك المؤسسة العريقة ليضعوا ايديهم على أبرز عقبات الأزهر الشريف ومعرفة نوع الدعم اللازم لتلك المؤسسة سواء كان مساندة من الدولة أو من المجتمع، قام كل منهم بالتعامل مع المؤسسة على أنها مكان وظيفى بعدد سعات معينة وبعدها ينتهى عملهم أي" سبوبه " بالمعني الدارج، وتناسوا انهم أصحاب فكر ودعوة وغاية غير مرتبطة بمكان أو زمان، وأن على عاتقهم أمة بأكلمها ربما تضل وتقع فى الهاوية بتخاذلهم عنها. وتابع: الأزهر انشغل واستنزف فى كثير من الجزئيات غير المهمة ما جعله يفشل فى توضيح وسطية الإسلام من خلال منهجه محليًا وبالتبعية دوليًا، وترك الأمر لمثل القنوات الموجهة فكريًا لتقوم باستقطاب الناس ودعوتهم لإعتناق أفكارهم وهو نفس الشىء الذى يترتب عليه تفرقة المجتمع وشرذمته كل بحسب الجهة التى يتبع منهاجها سواء كان موقع الكترونى أو قناة فضائية. وبالحديث عن الشيخ محمد حسان وادعائة انه سيقوم بتجديد الخطاب الدينى من خلال برنامجه الدينى المذاع فى رمضان المقبل، وصفه هندى ب"الكلام الفارغ من مضمونه" ومن المفترض من يقوم بهذا مؤسسة مكتملة وليس شخص أى كانت مرتبته العلمية، اذ ان التجديد له العديد من الجوانب منها الثقافى، والاجتماعى، والعلمى، والأخلاقى والمعاملات الاسلامية. وطالب هندى جميع العاملين بمؤسسة الأزهر بتحمل مسئولية موقفهم الهام بالمجتمع وعدم التخاذل أو الاستخفاف بما يقومون به، لافتاً الي أن من لا يتحمل حساسية الوظيفة فليتركها لمن يملك الامكانيات والقدرات التى تؤهله لشغل المنصب. ** القنوات الدينية مهمتها تقويض الأزهر فى نفس السياق قال الدكتور إبراهيم محمود عبد الراضي، أستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن احترام التخصص فى شتى المجالات من شأن الدول المتحضرة ومن تلك الوجهة يأتى دور الأزهر وهو المنوط به تصدير العلم الشرعى إلى مجتمعنا المصرى وجميع بلدان العالم، وليس مجموعة من شيوخ الذين يأتون بأموال كثيرة ليقوموا بإنشاء قنوات فضائية ينشرون من خلالها أفكارهم المتطرفة، مشيراً الي أن الأزهر هو نبراس العلم الإسلامي. وأضاف عبد الراضي، أن الأزهر من المفترض به أن يكون هو المرجعية فى جميع الأمور الدينية وليست أىة قناة فضائية أو حتى موقع عبر الانترنت، مؤكدًا أن ذات تلك القنوات هى من تحارب الأزهر وتسعى لفناء منهجة من عقول العوام والخواص، وبالتالي محاولة تنفيذ المخططات الخارجية الخاصة بنشر الفتن والفرقة بين المسلمين لإضعاف صفوفهم وعدم تجمعهم علي كلمة رجل واحد.