التقت «البديل» بأحد مشايخ وأعيان قبيلة العبيد الشيخ «حسين أحمد زازا» الذي يشارك في ملتقى القبائل الليبية المنعقد بالقاهرة منذ 25 مايو على مدار أربعة أيام، وذلك لمعرفة أهمية الحوار الليبي بالقاهرة، وقراءة المشهد الاجتماعي والقبائلي ودوره في لم شمل الليبيين بعد سنوات من الشد والجذب عقب ثورة 17فبراير التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي. قال الشيخ حسين في حواره للبديل إنه يعول كثيرًا على مصر في حل الأزمة الليبية، مطالبًا الإدارة المصرية والمجتمع الدولي بتسليح الجيش الليبي من أجل القضاء على الإرهاب، مضيفًا أن الليبيين وقعوا في بداية الثورة في فخ نصبه المسئولين القطرين إلا أنهم اكتشفوا بعد ذلك أن الدوحة لها مطامع كثيرة في ليبيا. ما أهمية ملتقى القبائل الليبية الذي انعقد في القاهرة مؤخرا؟ هذا اجتماع ليبي ليبي على أساس تقريب وجهات النظر بين مشايخ وأعيان القبائل، ويختلف تماماً عن أي مسار أو حوار آخر مثل الذي يعقد في الجزائر أو المغرب أو تونس، والتي ليس لها ضمانات لتنفيذ ما تتوصل إليه، والشارع هو الضامن الوحيد لما يخرج عنها، والقبائل هي التي تمثل رأي الشارع، فلدينا عائلات وزعماء وأعيان وشيوخ قبائل في كل منطقة، يستطيعون أن يعبروا عن المنتمين إليهم، وبالتالي رفض القبائل أو قبولها لمخرجات هذه الحوارات أو المقترحات المقدمة فيها أو التوجهات المطروحة يتوقف على مدى تنفيذها من عدمه، ونحن الآن نواجه مشكلة بسبب فشل السياسيين على مدار 4 سنوات، ولم تحقق الحكومات الانتقالية المتعاقبة أي شيء، ولذلك يأتي دور القبائل الآن لتحقيق الاستقرار، والتوصل إلى حل سياسي. ما الأهداف التي وضعتموها للتوصل إليها خلال الملتقى؟ هدف هذا الحوار جمع رؤية الشارع، وتوحيد الكلمة، والتوحد خلف الجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب، والمساهمة بفاعلية في تقديم كل العون للحكومة أياً كان شكلها، سواء المنتظر تشكيلها، أو الحالية إذا استمرت، حتى تفرض هيبة الدولة، ونقدم لها كل صور الدعم لتفعيل مؤسسات الدولة، وجمع السلاح من الشارع، وفرض القانون. هل هناك مؤشرات إيجابية على مستوى القبائل للتوافق بشأن حل الأزمة الليبية؟ هناك تفاؤل بالخروج من هذا الملتقى بتفاهم يقضي مستقبلًا إلى حل للأزمة، ولكن لابد من مساعدة المجتمع الدولي والإدارة المصرية، ولدينا ثقة كبيرة أن القاهرة نعول عليها كثيرًا للضغط على مجلس الأمن لمساعدة ليبيا ومؤسساتها الشرعية في القضاء على الإرهاب. أنت ترى أن المجتمع الدولي مقصر تجاه ليبيا ؟ للأسف حتى الآن لا يوجد مؤشرات تؤكد أن المجتمع الدولي يساعد ليبيا ومؤسساتها الشرعية في القضاء على الإرهاب، على العكس نحن لدينا تسريبات بأن ما يسير في ليبيا من زعزعة لأمنها وعدم استقرارها يشارك فيه دول غربية، على رأسها أمريكا التي ما زالت تدعم جماعة الإخوان التي هي سبب مشاكل العالم العربي. ما موقفكم مما يجرى من حوار في المغرب ؟ إذا كانت مخرجات الحوار تصب في مصلحة الدولة الليبية وتحقيق الثوابت التي يتفق عليها سيكون هذا الملتقى داعما لهذه المخرجات، وإذا ما رأى المشاركون أن ذلك يَصب في غير مصلحة الليبيين سيكون لنا موقف مغاير تماما وربما سنرفضه بشكل واضح وقاطع. كيف ترى الموقف التركي والقطري في الأزمة الليبية ؟ الموقف التركي والقطري هو سبب مشاكل واستمرار أزمة ليبيا، قطر أوقعتنا في المحظور من خلال مدنا بالسلاح في بداية المعارك التي دارت ضد الرئيس السابق معمر القذافي، الأمر الذي أثنى عليه الليبيون في البداية، ولكن وضح مع الوقت أنها لها مطامع أخرى من خلال تمزيق وتفتيت ليبيا بعدما تأكد إرسال القطرين والأتراك الأسلحة للإرهابيين لمحاربة الجيش الليبي. كيف تتعاملون مع ملف تسليح الجيش الليبي ؟ بالرغم من أن ليبيا تحارب الإرهاب نيابة عن المجتمع الدولي، إلا أنه مازال يحظر التسليح عن الجيش الليبي، لأنه هو من صنع الإرهاب بجذبه مئات بل آلاف الإرهابيين من كل بقاع التوتر في العالم وجمعهم فى ليبيا، لكن هذه البؤرة ستحرقه غداً إذا لم يرفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي حتى نقضى عليها. وماذا لو رفض المجتمع تسليح الجيش الليبي؟ نحن قادرين ولدينا ثقة في أنفسنا بتسليح جيشنا بأي طريقة كانت، ونعول كثيرًا على مصر فيما يخص تسليح الجيش الليبي في المستقبل لمحاربة الإرهاب.