نجحت الولاياتالمتحدة في تجنيد أنظمة وتنظيمات ظلامية، سواء "من المنطقة العربية أو الدول الإقليمية التي تكن عداء للعرب ولكل من يعيش ويتعايش معهم من مختلف القوميات والأديان أو تحت ستار ديني وشعارات ظاهرها مضلل وهي في الواقع لا تمت للدين ولتلك الشعارات الرنانة بأي صلة، وذلك بهدف تنفيذ مخططاتها ومشاريعها القاتلة وبنفس الوقت لتحقيق مطامع حلفائها الخاصة عبر هذه التحالفات المشبوهة. والأمثلة على ذلك كثيرة لايوجد مجال لحصرها ولكن يمكن ذكر عناوين لها مثل القضية الفلسطينية وزرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بعد تأميم قناة السويس، دعم الكيان الصهيوني المفتوح في شن حروبه المستمرة على دول المنطقة منذ عام 1948 ثم عدوان يونيو 1967، وحرب أكتوبر 1973، وحروب لبنان، إضافة إلى حروب العدو الصهيوني المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، غزو افغانستان بذريعة الحرب على الإرهاب، وغزو العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل ونشر الديمقراطية والحرية، وليس آخرها ما يسمى بثورات الربيع العربي. ومع ظهور الربيع العربي سادت الفوضى غالبية الدول التي قامت بها هذه الثورات، وتمكنت الفوضى والإرهاب من سوريا، حيث ظهور الجماعات الإرهابية المسلحة، مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي، الذي يلقبه الغرب بالمعارضة المعتدلة. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة "بشار الجعفري" لم يدع مجال للشك والخاص بالادعاءات الغربية الخاصة بما يسمى بوجود معارضة معتدلة على الأراضي السورية، حيث أكد أن ما يروج له الغرب هو سلسلة من التزوير المضلل الغير قادر على الاستمرار. ويضيف الموقع أن "الجعفري" أكد أن المحاولات الغربية هي تبرير لدعم الإرهاب في سوريا وتستخدمها ذريعة لذلك، متسائلا:" أين هي المعارضة المعتدلة، هل هي في الرقة أم دير الزور؟، أو تدمر أو إدلب أو جسر الشغور أو القلمون"، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة وداعش. أكد "الجعفري" أنه يرفض رفضا قاطعا محاولات "تعديل" صورة المنظمات الإرهابية، وهو ما يحاول الغرب تقديمهم على أساس "المعارضة المعتدلة". ويشير الموقع إلى أن "الجعفري" تحدث عن الوضع الإنساني في سوريا والأزمة الإنسانية التي تتمثل في التهجير الداخلي والنزوح الجماعي عبر الحدود. ويلفت الموقع إلى تدريب تركياوالولاياتالمتحدة للمعارضة السورية بدعم قطري غربي، حيث تحركات واشنطن لتدرب مقاتلين من المعارضة السورية جاءت بعد قرار إدارة الرئيس "أوباما" في ابريل 2014 بطلب مبلغ 500 مليون دولار من الكونجرس لتدريب وتجهيز عناصر خاضعة للتدقيق الأمني من المعارضة السورية المسلحة وبعد سيطرة تنظيم "داعش" على أراض من سورياوالعراق. ويرى الموقع الكندي أن طموح الولاياتالمتحدة لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية بدأت عمليا بعد الانتهاء من عناصر البرنامج وعقب بدء ضربات طائرات التحالف الدولي ضد مواقع "داعش" عندما أعلن "جون كيربي" المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن أن المرحلة الأولى من عملية تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ستركز على أساسيات القتال فقط، لأن مهمة إرشاد طائرات التحالف من الأرض صعبة وتتطلب مهارات عالية لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد أماكن الأهداف.