سيدة فاروق الأسيوطي، من الأعمدة التي ترفع صرح الثقافة ببني سويف، شاعرة تتعلق بسماء المعنى الذي يشيع في منافذ الحس وجوانب النفس. حصلت شاعرة العامية شيدة فاروق على ليسانس دار العلوم عام 1996 عضو اتحاد كتاب مصر وسكرتير اتحاد الكتاب بفرعي بني سويف والفيوم، صدر لها عدة أعمال مثل (كراكيب جناح عصفور تمرنيات مؤلمة عن الفرح وغيرها). حرصت "البديل" على إجراء حوار معها للتعرف بشكل جيد على الثقافة ببني سويف وتطلعات وأحلام المثقفين والأدباء بالصعيد والكثير من الأسئلة الشائكة. كيف كان البداية، وما وأهم أعمالك ومشاركاتك بالمهرجانات الثقافية؟ بدأت كتابة الشعر عام 1980 وكنت أكتب فصحى في البدايات، ثم تطرق الأمر إلى العامية، وساندني الدكتور حاتم عبد العظيم والشاعر المسرحي علاء المصري، رحمهما الله، والدكتور أشرف عطية والدكتور جمال التلاوي والدكتور يسري العزب والقاص إسماعيل بكر والدكتور أيمن بكر، وحضرت الكثير من مؤتمرات مصر للأدباء والعديد من دورات المؤتمر الإقليمي لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، من سنة 1999 حتى الآن، وبآخر مؤتمر حضرته الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر أدباء مصر، الذي كان في أسيوط، بجانب جميع المؤتمرات التي أقيمت بمحافظة الفيوم وبني سويف، وبالطبع على رأسهم مؤتمر اليوم الواحد في كلتا المحافظتين. هل واجهتك أعباء لأنك "سيدة"؟ الحمد لله لم تصادفني متاعب من أسرتى كباقي الأديبات، فكان الفضل الأكبر لأبي، بل كان رحمة الله عليه يخبرني بنفسه عن مواعيد الندوات، لكن ما وجدته في الصعوبة في بداية كتابتي، ترشيح الأدباء خوفًا من سفر البنات لست أدري خوفًا عليهن أو من مشاكلهن، وهي تلك العادة القديمة. كيف ترين حال الثقافة بمصر بشكل عام وببني سويف والصعيد بصفة خاصة؟ الثقافة في العاصمة ثورة تتخبط وتبحث الآن عن الأفضل، ولا تزال الحركة الثقافية في بني سويف مرهونة بمجهود كل أديب وسفره للقاهرة، أي الكتابة والانتشار تعب ذاتي، لكني لا أنكر وجود كتاب متميزين أمثال الشاعر عطية معبد والشاعر جاسر جمال الدين والشاعرة دعاء عبد المنعم والشاعرة هبة مصطفى والقاصة عزة مصطفى والشاعر نور سليمان والشاعر أحمد هيكل والشاعر مؤمن سمير والأديب خالد الصاوي وغيرهم كثير. وهل ترين أن تلك المحاولات ذاتية؟ نعم، لكني في الوقت ذاته لا أنكر دور المؤسسة الثقافية في احتضان المواهب، فأنا عن نفسي نشر لي قصر ثقافة بني سويف كتابين. ميزانية وزارة الثقافة مرضية أم لا؟ لا غير راضية بالمرة عن ميزانيات الحركة الثقافية بمصر، ونصيب الفرد السنوي من ميزانية وزارة الثقافة هو 27 قرشًا، هل هذا يعقل؟ كيف نستعيد فكرة الصالونات الثقافية القديمة والقوافل الثقافية لنشر الثقافة؟ أولًا نطالب بزيادة الميزنيات، ثانيًا نشجع على خروج المثقفين للناس في كل الأماكن العامة والخاصة، أتذكر بعض الصحف الإقليمية ومركز إعلام بني سويف في الثمانينيات، كان لديه صالون ثقافي على أرقى مستوى أين هذا الآن؟ ما الذي يميز الأدب والثقافة ببني سويف عن الصعيد عن مصر، هل بني سويف لها طابع خاص أم لا؟ لا يميز بني سويف عن غيرها، أنها صورة مصغرة للأدب والثقافة بمصر بكل أنواع الكتابة ومدارسها. ما هي أهم القضايا المحتمل أن يكون للثقافة والمثقفين دور فيها خلال الفترة المقبلة؟ تظل مصر وأمنها وحلمها الشاغل الكبر والمحبوبة العظمى لكل أدباء مصر ومثقفيها. وما هي أهم المتاعب والعوائق التى تواجه نشر العمل الثقافى وتواجه المثقفين؟ كثرة المبدعين وقلة منافذ النشر أدى إلى وجود طوابير منتظرة، وممكن العمل على ما ينشر يأخد من سنتين لخمسة، أتذكر عملي الأول ظل في قائمة الانتظار خمس سنوات متتالية. هل لديكم مطالب تتمنون تحقيقها كأدباء ومثقفي بني سويف؟ أرجو مشاركة من المحافظ في دعم العمل الثقافي بشكل ثابت؛ مثل مبلغ مالي عن طريقه طبع لعدد من أدباء بني سويف الشباب، ونتوج اختيار الكتب بمؤتمر سنوي لهم، أعلم أن هيئة قصور الثقافة تفعل ذلك بشكل إقليمي، لكن أنا أطالب المحافظ بعمل ميزانية ثابتة لذلك، وأتمنى أيضًا أن تساهم المحافظة بعمل ندوات فنية لاسترجاع الذوق الراقي لدى المواطن السويفي، فعندما بعدت الفنون عن المواطن حل محلها الفراغ والشرور.