مرت القضية الفلسطينية بمراحل مد وجزر عديدة حتى جاء الربيع العربى لتتراجع من بعده مستويات الاهتمام بالقضيه العربية الأولى وفى البحيرة اعتبر سياسيون ان التطبيع مع العدو الصهيونى وتراخى الانظمة العربية وراء ما تشهده القضيه من تراجع. ومن جانبه قال الدكتور زهدى الشامى، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى، النكبة فى عام 2015 والقضية الفلسطينية فى وضع لا تحسد و لا نحسد عليه، ان احتلال فلسطين أحد أكبر جرائم الاستعمار الغربى فى القرن العشرين، فشهدت تلك البقعة الغالية من العالم العربى أبشع أنماط الاستعمار الحديث، وهو ما نسميه حسب طبيعته استعمار استيطانى احتلالى، لم يكتف بالاستيطان، وانما طرد أصحاب الأرض الأصليين، بتواطؤ و دعم الدول الغربية الكبرى، فالقضية ستظل موضوع صراع تاريخى كبير، والمشروع الاستعمارى المدعوم من الإمبريالية الغربية العالمية وبالأخص الإمبريالية الأمريكية فبدون حل عادل و ديموقراطى سيظل النضال الفلسطينى و العربى متواصلًا، ولن تنعم إسرائيل بأي استقرار حتى يؤد مخططها الاستعمارى. ويرى الشامى انه من الطبيعى ان تمر تلك القضية بمنعطفات عديدة مثل المنعطف الراهن بعد الثورات العربية، و لكن النضال الفلسطينى مستمر دائمًا، مضيفا ان القضية الفلسطينية تأثرت سلبًا بحالة التخبط السياسي البارزة فى السنوات العشر الأخيرة، كما تأثرت سلبا مرة أخرى بمسارات الحرب الأهلية الراهنة فى عديد من الأقطار العربية، وتغذيها الأفكار والمخططات الأمريكية لما يسمى الفوضى الخلاقة. واعتبر نائب رئيس التحالف ان التراجع الحالى فى الاهتمام الشعبى العربى بالقضية الفلسطينية لن يكون تراجعا دائما، بل سيتم تجاوز تلك الفترة العابرة، فالصراعات التاريخية الكبرى لا تنتهى سوى باستسلام طرف أو القضاء عليه، ولا أعتقد ان اسرائيل بامكانها التوصل لذلك مع العرب جميعًا، أو بحل عادل، وهو ما ستستمر حركة التحرر العربى فى السعى من أجله. ومن جانبه يؤكد حمدى عقده – القيادى بالحزب الناصرى انه منذ نكبة 48 للآن ومسار القضية الفلسطينية فى تراجع ومواقف الحكومات العربية اكثر تراجعا خاصة بعد ان وقع السادات على اتفاقيتى كامب ديفيد وانسحاب مصر من دائرة القتال واعتبار حرب 73 آخر الحروب مع اسرائيل واقامة علاقات دبلوماسية معها وتطبيع جزئى للعلاقات السياسية والاقتصادية عن غير رضى من الشعب المصرى مضيفا ان قيام بعض الدول والحكام العرب بانتهاج ما انتهجتة مصر، مؤكدا ان الموقف العربى من القضية الفلسطينية اصبح هزيلا مفرطا خاصة بعد تنامى علاقات عربية اسرائيلية اكثر اتساعا وحميمية وباتت القضية الفلسطينية فى اسوأ احوالها وتفحلت مطامع اسرائيل. اما اللواء محمد حسن الصول، احد ابطال حرب اكتوبر، أكد ان النكبه كانت اول الهزائم للعرب من اسرائيل نظرا لعدم التسليح الجيد ولا وجود خطط ولا تدريب للقوات العربيه ومنذ عام 1948 وشعب مصر يعتبر أن القضيه الفلسطينيه هى قضية عمره وحينما تم حصار غزه قام المصريون بإرسال المواد الغذائيه والطبيه رغم الصعوبات وشكلت اللجان الشعبيه لمساندة أهل غزه، مؤكدًا أن معظم الوطنيين والمثقفين المصريين يعتبرون القضيه الفلسطينيه هى قضيتهم الأولى. بينما اعتبر طارق البشبيشى – ان يوم 15 ليس يوم نكبتنا الوحيد ولكنه بداية نكباتنا فى القرن الماضى والجارى مشددا على ضرورة استعادة حدة الشعب الفلسطينى والتفافه حول قيادة موحدة كانت منظمة التحرير تعبر عن هذه الوحدة مؤكدا ان القضية الفلسطينية من الثوابت الوطنية للشعب المصرى.