شكلت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" إلى أفغانستان اختراق إيجابي في مسار علاقات الجارين بعد فتور انتابها خلال الفترة الأخيرة، حيث اتفق الجانبان على تنسيق جهود عمليات مكافحة الإرهاب على حدود البلدين، ونجحت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني إلى كابل وتوجت بلقاء الرئيس الأفغاني "أشرف غني" في إزالة كثير من علامات الاستفهام حول الملفات العالقة بين الجانبين، ولا سيما المتعلقة منها بملف الحوار مع حركة طالبان. السلام مع طالبان الأفغانية وقلق باكستان من نشاطات الاستخبارات الهندية في أفغانستان وتوطيد الثقة بين كابل وإسلام آباد، محاور ثلاثة ناقشها المسؤولون الأفغان والباكستانيون خلال زيارة نواز شريف إلى كابل والذي ترأس خلالها وفدا كبيرا ضم قائد الجيش الباكستاني راحيل شريف. وفق مراقبين فإن الزيارة ستعمل على تعزيز وبناء الثقة بين البلدين الأمر الذي تحتاجه إسلام آباد وكابل في الوقت الراهن، ويقول الباكستانيون إنهم يريدون أفغانستان آمنة ولكن بشروط فإسلام آباد تقايض بملف دفع الحوار مع طالبان مقابل اتخاذ كابل إجراءات حاسمة للحد من النفوذ الهندي هناك. أكدا "شريف" و"غني" خلال لقائهما على محاربة الارهاب في تاكيد للتقارب الدبلوماسي بين البلدين، وأضاف الرئيس الأفغاني «هذه الحرب ليست فقط من أجلنا، إن الإرهاب الإقليمي والعالمي فرض علينا هذه الحرب» في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك بين سلطات كابول وطالبان في أفغانستان ب «موسم المعارك»، وأوضح "غني" في أول زيارة لرئيس وزراء باكستان إلى كابول منذ تنصيب غني في سبتمبر 2014، «إن البلد الذي يعاني أكثر من غيره من هذا الوضع هو باكستان، على أفغانستانوباكستان أن تخوضا هذه الحرب معا». دائمًا ما تتبادل باكستانوأفغانستان الاتهامات باعتماد ازدواجية في الموقف ودعم مجموعات متشددة على طول الحدود بينهما، إلا إنه في الفترة الأخيرة الماضية تحسنت العلاقات نسبيًا، ووفر انتهاء ولاية الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي الخريف الماضي، الذي كان شديد الانتقاد لباكستان، وحلول غني مكانه أجواء مواتية لمفاوضات بين البلدين، وكرر أشرف غني مرارا منذ توليه مهامه في سبتمبر أنه يجعل من إرساء السلام أحد أولوياته، ومنذ ذلك التاريخ ورغم استمرار الارتياب، دفع اعتداءان داميان البلدين إلى التقارب، قتل في الأول بافغانستان نوفمبر الماضي نحو 50 شخصا، والثاني الذي شهدته مدرسة في بيشاوربباكستان خلف 153 قتيلا. من جانبه أكد "شريف" أن أعداء أفغانستان لا يمكن أن يكونوا أصدقاء لباكستان، وأضاف أنه سيتم التخطيط لعمليات منسقة وقيادتها معا لاستهداف معاقل الإرهابيين على طول الحدود».