يعيش أعضاء نقابة المعلمين بمحافظة الغربية من أصحاب المعاشات أجواء من الحزن والخوف والغضب؛ بسبب الأزمات المالية التي يمرون بها وعدم توافر الموارد اللازمة لصرف المعاشات المستحقة لهم. وشهد مقر النقابة بمدينة طنطا تجمهر المئات منهم؛ للإعراب عن غضبهم العارم من تأخر صرف معاشهم البسيط منذ شهور وحتى كتابة هذه السطور، لافتين إلى أنهم خائفون من سرقة تلك الأموال أو الاستيلاء عليها من قِبَل النقابة العامة بالقاهرة، وذلك حسب أقوالهم. محمد أحمد السيد رئيس قطاع بمديرية التعليم سابقًا قال "لم أحصل على المبلغ المستحق لي كمعاش من النقابة العامة للمعلمين، والذى أحصل عليه طبقاً لقيمة الاشتراكات السنوية المحددة سلفاً، والخصم الذى كان يتم من راتبى أثناء الخدمة للنقابة، رغم قيامي بتسديد جميع الاشتراكات، كما أن هذا المعاش غير منتظم، يصرف أربع مرات فى العام، بواقع 3 أشهر كل مرة. ومنذ شهر إبريل الماضى نتردد على النقابة لصرف المعاش، لكن الردود أنه لم يتم تحويل المعاشات من النقابة العامة بالقاهرة حتى الآن، والكثير منا يحتاج إلى هذا المعاش، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار والمعيشة كلها". وتساءلت عبير حسين مدرسة سابقة "كيف لا توجد موارد بالنقابة العامة؟ وأين ذهبت تلك الأموال؟ أموال المعاشات يفترض أنها أموال تم خصمها من راتبنا على مدار عشرات السنين من العمل، وهي موجودة رصيدًا للموظف يستفيد منه بعد بلوغه سن المعاش، فلماذا التأخير؟". وكشفت عن أن "هذه أموال لا علاقة لها بميزانية الدولة. إنها أموالنا نحن، ولماذا لم تتم مساواتنا بنقابة المهندسين التي تحصل على أكثر من 200 مليون جنيه من ميزانية الدولة، علي الرغم من أن عدد أعضائها أقل بكثير من عدد أعضاء نقابتنا؟". وقال هانى طلعت راغب "ذهبت إلى نقابة المعلمين بطنطا أكثر من 10 مرات لقبض معاش النقابة الخاص بوالدى 350 جنيهًا، والذى يصرف كل 3 شهور، ولكن دون جدوى. وعندما قابلت الموظف المسئول قال لى: فوت علينا بكرة؛ لعدم وجود فلوس، وقلت له: أنا حضرتك جيت أكثرمن 10 مرات، وكل مرة أصرف تاكسي 10 جنيه على الفاضى، وسألته: هى الفلوس راحت فين؟ فرد عليَّ بسخرية: يمكن اتسرقت. روح يلا.. فوت علينا بكرة. وسألت رجل الأمن الموجود على بوابه النادي، وقلت له: هي راحت فين الفلوس؟ فقال لي: ربنا يستر؛ لأنها ممكن تكون اتسرقت بالفعل. بعد ذلك مباشرة أرسلت شكوي لمجلس الوزراء بشأن هذا الموضوع، وطالبت بالتدخل السريع والتحقيق فى اختفاء مرتبات المعاشات ومعرفة مصيرها بواسطه النائب العام ومباحث الأموال العامة، ورقم الشكوي 396443، وطالبت بتعديل موارد النقابة ومساواتها بالنقابات الأخرى، كنقابة المهندسين التي يصل معاش أعضائها إلى ثلاثة آلاف جنيه، في حين أن نقابة المعلمين تعجز عن سداد معاشات أعضائها، رغم أنها أكبر النقابات المهنية في مصر". وأكد مصدر بنقابة المعلمين بالغربية أن "تأخر صرف المعاشات لا علاقة للنقابة الفرعية به، ونحن نتحمل ضغط وعناء الردود على أصحاب المعاشات، مع تقديرنا الكامل لاحتياج كل إنسان لمعاشه، لكن النقابة العامة بالقاهرة تأخرت فى تحويل المعاشات لمستحقيها بالغربية، وهذه تعتبر المرة الأولى التى تتأخر فيها، ونأمل أن يتم التحويل والصرف قريبًا؛ حتى تهدأ الأمور، ونقضى على الشائعات التى تتردد بأن أموال تلك المعاشات تمت سرقتها أو الاستيلاء عليها".