أصبح مستشفى عين شمس التخصصى عاجزا عن توفير الأدوية لأساتذة الجامعة، الذين يتم الاستقطاع من رواتبهم شهريا، في مقابل الحصول على العلاج، غير المتوفر بالأساس فى المستشفى، ليتراجع دوره بعد أن كان ضمن المستشفيات المصنفة في المقدمة من حيث الخدمات وتوفير سبل الراحة للمرضى. يقول الدكتور محمد إبراهيم، الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن الجامعة تستقطع من رواتب أعضاء هيئة التدريس منذ بداية عملهم بالجامعة وحتى بعد بلوغ سن المعاش، ومع ذلك يعجز المستشفى عن توفير الأدوية، مما يضطر أعضاء هيئة التدريس إلى شرائها من الخارج بأسعار مرتفعة، مشيرا إلى أن عدم وجود الأدوية أصبح أمرا طبيعيا في ظل صمت الإدارة. وأضاف "إبراهيم" أن 70% من أدوية العلاج غير متوفرة بصيدليات المستشفى، ولم يقتصر الأمر على عدم وجود الأدوية ذات الأسعار المرتفعة، بل امتد إلى عدم توفر الأدوية البسيطة، موضحا أن عدم توافر الأدوية أحدث حالة من الحنق والغضب لدى الكثير من الأساتذة، خاصة أن إدارة المستشفى لم تعر الأمر اهتماما. على الجانب الآخر، قال الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بمستشفى عين شمس التخصصي، إن الجامعة تغطي علاج أعضاء هيئة التدريس، باستثناء الأدوية ذات التكاليف المرتفعة للأمراض المزمنة، لافتا إلى استمرار صندوق العلاج الطبي فى استقطاع جزء من رواتب أعضاء هيئة التدريس شهريا، مقابل العلاج المجاني، ومؤكدا أن هناك بعض العلاجات لايتضمنها التأمين، مثل زراعة الكبد التي تتكلف نصف مليون جنيه، وتشارك الجامعة بنسبة من ثمن علاجه. وأوضح "سمير" أن بعض أعضاء هيئة التدريس أساءوا استخدام التأمين في السابق، مما ساهم في ارتفاع مديونية الصندوق إلي 50 مليون جنيه لشركات الأدوية وغيرها، لافتا إلى عدم دعم الدولة لعلاج أعضاء هيئة التدريس، وعزوف الأطباء عن العمل بالمستشفيات؛ بسبب المسئولية القانونية وتهديدات عائلتهم، مما انعكس على الخدمة المقدمة للمواطنين. وأكد أن تصريحات المسئولين عن التأمينات الصحية وتغطيتها لجميع المصريين بالمستشفيات الجامعية وأن العلاج قائم على نفقة الدولة، غير حقيقية، مشيرا إلى أن المستشفيات الجامعية مستمرة في زيادة الخسارة، وأن استمرار الوضع كما عليه يعد كارثي، مختتما بأن مستشفى عين شمس التخصص والفرنساوي من أكثر المستشفيات مشاكل؛ لأنهما جمعا بين عيوب المستفيات الخاصة والجامعية والحكومية.