يوما بعد يوم تتزايد أزمة مستشفى جامعة عين شمس التخصصي، فمن زيادة مديونيات المستشفي إلى الاستقطاع من رواتب الأساتذة، انتهاء بعدم توافر العلاج، والاكتفاء بالتعليق على ذلك: بأن الدواء غير متوافر بالمستشفى لعدم توافر الإمكانيات المادية. مجلس جامعة عين شمس، في محاولته البحث عن مخرج لسد العجز لم يجد أمامه سوى اللجوء للاقتطاع من رواتب الأساتذة ومكافآتهم، رغم عدم تقديم خدمات مقابل تلك الخصومات، وعدم توفير العلاج بالمستشفى في الوقت ذاته. "البديل" حصلت على ما يفيد بأن مجلس إدارة الجامعة، وافق في جلسته المنعقدة في 27 يناير 2014، على ما قرره مجلس إدارة صندوق الرعاية الطبية بالجامعة، من إجراءت اتخذها لتدبير موارد مالية للصندوق لسداد مديونية مستشفي الجامعة التخصصي، التي تراكمت نتيجة القصور الشديد في تمويل الصندوق وعجزه عن السداد. وجاء بالمذكرة التي حملت توقع أمين عام الجامعة، أن مجلس إدارة الجامعة، وافق على الإجراءت التي اتخذها مجلس الصندوق، والمتمثلة في إعادة توزيع مبلغ مكافأة الامتحانات بخصم خمسة أيام من الثلاثة أدوار "يناير، مايو، سبتمبر"، والذي يمكن من خلاله أن يحقق دخلا متوقعا يبلغ 5 مليون جنيه، بالإضافة الي تحويل مكافأة ال 25 يوما الخاصة بأعضاء هيئة التدريس المتفرغين عن دور يوليو لصالح الصندوق، بما يحقق دخلا متوقعا يبلغ في المتوسط 3 مليون و500 ألف جنيه، كذلك المساهمة الشهرية في تطوير الصندوق اعتبارا من شهر أبريل، بخصم 70 جنيها من الأستاذ، و60 من الأستاذ المساعد، و50 من المدرس، و30 من المدرس المساعد والمعيد، لتحقيق دخل متوقع 7 مليون جنيه شهريا. واتخدت الجامعة تلك الإجراءت تحت مسمى الحصول على تخفيض قدره 15 % على مجمل المطالبة، و5 % على الأدوية الخارجية من مستشفي الجامعة التخصصي، كذلك تخصيص نسبة 10 % من دخل الإعلانات بأي موقع من المواقع داخل حرم الجامعة والكليات والمعاهد والوحدات الأخري بالجامعة توزع مناصفة بين صندوق الرعاية الطبية وصندوق الزمالة. وقال مصدر مطلع بالمستشفي التخصصي ل"البديل"، إن مديونية الجامعة تزايدت في الفترة الأخيرة لبعض الشركات، وجاءت أكبر المديونيات للشركة المصرية للأدوية، بمبلغ 21 مليون جنيه، إضافة إلى مديونيات أخرى لبعض الشركات. المفاجأة أن الأساتذة عندما أجروا عمليات الكشف وتوجهوا لصرف الأدوية من العيادات جاء التوقيع على تذكرة العلاج بأن الدواء غير متوفر، وهو ما يتناقض مع ما تقوم به الجامعة من استقطاع من مكافآت الأساتذة ورواتبهم الشهرية، وقد حصلت "البديل" على بعض من هذه التذاكر. وقال مصدر مطلع بالمستشفي إن الجامعة بها ما يزيد عن 15 ألف مدرس، موضحا أن المعيد بالجامعة منذ أن يتم تعيينه إلى أن يحال إلي المعاش تقوم الجامعة باستقطاع هذه الخصومات من راتبه، وعند بلوغ سن المعاش وعدم القدرة على الكسب تعجز الجامعة عن توفير العلاج اللازم له، لافتا الي أن الجامعة أصبحت في طريقها إلي منحدر غير مسبوق. وأضاف المصدر أنه تمت زيادة الكشف من 50 إلي 70 جنيها دون تقديم خدمة إضافية، بالإضافة إلي ارتفاع أسعار بعض العلمليات مثل عملية المرارة التي زادت من 2000 إلي 5000 جنيه، خلال السنوات الأخيرة دون وجود مبرر لتلك الزيادة.