حوار: أمير إبراهيم ومحمود علي أجرت البديل حوارا مع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة الدكتور "ايمن الرقب"، حيث تحدث القيادي بحركة فتح عن ذكرى النكبة عام 1948 وتطورات الساحة الفلسطينية داخليا، فضلا عن الأحداث والاضرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ عدة سنوات.. بداية ماذا تمثل النكبة في تاريخ فلسطين؟ عندما تتحدث عن النكبة الفلسطينية تتحدث عن أسود يوم في تاريخ الشعب الفلسطيني، عندما شُتت الشعب وتمكنت قوة غاشمة صهيونية من احتلال الأراضي الفلسطينية.. وللأسف قيام الكيان الصهيوني، وهزمت الجيوش العربية وكما تعلم أن جامعة الدول العربية كانت في بدايتها ولم يمر على تأسيسها أكثر من ثلاث سنوات، وأيضًا كانت بعض الدول العربية تحت الاحتلال. جاءت النكبة بعد أقل من عام على صدور قرار التقسيم نوفمبر عام 1947، والذي قضى بإقامة دولة يهودية على حدود 52% من أرض فلسطين التاريخية، ودولة فلسطينية على حدود 46 % من أرض فلسطين التاريخية، و2 % منطقة واقعة تحت الوصاية الدولية، لذا فهو بالنسبة لنا ليس فقط يوم أسود بل يوم انتهاء الحلم الفلسطيني بأن تكون كل فلسطين للشعب الفسطيني. ما هو أفضل خيار للتعامل مع القضية الفلسطينية الدبلوماسي أم العسكري؟ أولا القيادة الفلسطينية تدرك وتقرأ الواقع العربي جيدًا فالمنطقة العربية تسعى للسلام منذ 1982 عندما تم طرح المبادرة العربية للسلام، إلا أنه 83 19جمدت هذه المباردة بعد انتصار الثورة الفلسطينية في لبنان، ففي البداية رفضت الثورة الفلسطينية المبادرة ، ثم بعد الهزيمة في حرب 1982 على الرغم من المكاسب السياسية إلا أن الخسارة العسكرية في لبنان أدت إلى جرح كبير دفع القيادة إلى التغيير نسبيًا في عالم اللغة والحوار، ثم حُصرت القيادة الفلسطينية حتى عام 1987 عندما انفجرت انتفاضة الحجارة والتي أعادت الروح للقضية الفلسطينية مرة أخرى، من هنا بدأ ميلاد أوسلو. وماذا عن الخيار العسكري؟ بعد أحداث عديدة أربكت المشهد الفلسطيني منها 11 سبتمبر عام 2001، وانفجار انتفاضة الأقصى عام 2000 التي زودت معدلات الألم بعدما كان يقتل إسرائيلي واحد أمام ثلاثة فلسطينين، وبالتالي أثر ذلك على لغة المواجهة التي غيرت تدريجيًا مع الوقت، فأصبحت المنطقة كلها تقبل بالتعايش مع إسرائيل، الرئيس الراحل "عبد الناصر" بعد هزيمة 48 كان يتحدث عن إزالة إسرائيل من الوجود وهذا كان لغة كل القيادات السياسية في المنطقة العربية، لكن بعد هزيمة 67 كان الحديث فقط عن إزالة أثر العدوان وكأننا قبلنا بوجود هذا الكيان، ثم بدأنا نطرح في عام 1982 و 1983 بالقبول بدولة على 22% من أرض فلسطين التاريخية، مقابل الاعتراف بإسرائيل ثم جاءت تتويجها في عام 2002 بالمبادرة العربية للسلام في قمة بيروت التي اعتمدت بشكل أساسي أن يكون السلام هو خيار استراتيجي للعلاقة بيننا وبين الصهيانية، وبالتالي أصبحت إسرائيل جزء من الواقع الذي يقبل به العرب وفقط هم يمنحون حقنا في أن تقوم دولتنا على حدود 22% من أراضي فلسطين التاريخية بالضفة الغربية وقطاع غزة. من هنا كانت الخيارات الفلسطينية التي أدركت الواقع العربي والذي لن يقبل بالكفاح المسلح أن يعود مرة أخرى، لا سيما في ظل المتغيرات الأخيرة بالمنطقة. وماذا عن الواقع العربي الراهن؟ نحن أصبحنا جزء من المعادلة العربية وجزء من المؤسسة الدولية عندما قبلنا أن نكون أيضًا في الأممالمتحدة.. وسأروي لك بعضًا من كواليس قمة سرت 2010 الماضي، حيث طلب الرئيس السوري "بشار الأسد" من "محمود عباس" أن يتبنى الكفاح المسلح وأن يُسقط المبادرة العربية للسلام. حقيقة واقع المنطقة العربية وحقيقة واقع القيادات العربية والتي تتحدث عن سلام استراتيجي مع إسرائيل تجعلنا لا نستطيع أن نخرج من هذه العباءة العربية وإلا سنرجم، فنحن أمام خيارات صعبة جدًا فإما الاستمرار في الدبلوماسية الفلسطينية التي حققت بعض النجاحات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والسعي لإقامة دولة فلسطينية بنسبة 22% من أراضي فلسطين التاريخية، أما أن يأتي متغير جديد في المنطقة يتحدث بشكل واضح عن تصفير الصراع يعني إسقاط كل الاتفاقيات والحوارات القائمة بين فلسطين وإسرائيل وإشعال المنطقة من خلال كفاح مسلح فهل المنطقة تقبل بذلك؟.. اعتقد لا تقبل بذلك، ولننظر إلى العدوان على غزة 2014 الماضي، فلم تخرج جماهير في المنطقة العربية تتعاطف مع الشعب الفلسطيني الذي كان يقتل في غزة ، وذلك نتيجة الصراعات القائمة بالداخل العربي وهو ما أضعف قوة الالتفاف على القضية الفلسطينية.