فساد الأنظمة وتحالفات الإخوان ساعدت في تقسيم الأمة استمرار إشعال الأزمات في العراق لتبرير التواجد الأمريكي محاولات جادة للعبادي لاحتواء الفرقاء وإزالة التوتر يجب إنهاء التدخل في المنطقة.. وأتمنى حلا سلميا في اليمن قال السفير أحمد الغمراوي، إن مصر صمام الأمان بالمنطقة، وإن الهجمات التي استهدفت العالم الإسلامي في الماضي انكسرت جميعها على بوابة مصر، وإن الغرب تحالف حديثا مع الإخوان المسلمين بعد أن قدموا فروض الولاء والطاعة. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق لدى العراقوأفغانستان، في حواره ل"البديل"، أن تمزيق المنطقة مخطط لجعل إسرائيل القوة الوحيدة بالشرق الأوسط، وأن تدخلات أمريكا في أفغانستان الهدف منها تطويق الصينوإيران ومنع تمددهما الإقليمي. وإليكم نص الحوار. -كيف ترى الوضع الآن في الشرق الأوسط؟ إذا راجعنا التاريخ سنلاحظ أن كل الهجمات على العالم الإسلامي انهزمت في مصر صمام الأمان بالمنطقة، في الماضي انكسرت الهجمات التي أتت من الشرق، وانهزم الصليبيون، فالكل اجتاح العالم الإسلامي ولكنه انهزم في مصر، وما يحدث الآن ما هو إلا تكرار للتاريخ، وما من شك أن الغرب والصهيونية العالمية طرفان في خطة تهدف لتمزيق المنطقة وجعل إسرائيل هي القيادة والقوة الوحيدة المتكاملة المسيطرة لحساب أمريكا. وما يلفت النظر هو سكوت إسرائيل الكامل لأن المخطط الذي بدأته يسير في الطريق المرسوم وهو مخطط «تلمودي» صهيوني يقول «يا بني اضرب أعداءك بعضهم ببعض ليفني بعضهم بعضا وتبقي أنت قويا تحكم الأرض يا شعب الله المختار». -وما العوامل التي ساعدت الغرب على تنفيذ هذا المخطط؟ الغرب كان يعتبر الإخوان المسلمين أقوى حزب في المنطقة، لذلك تحالف معهم بعدما قدموا التنازلات وفروض الولاء للأمريكان والصهيونية، بالإضافة إلى أن هناك عملاء للأمريكان في المنطقة يتخفون تحت غطاء منظمات حقوق الإنسان التي ثبت من تقارير الأجهزة المصرية أنها كانت تعمل لحساب الغرب بعلم أو دون علم. -هل ساعد فساد بعض الأنظمة العربية على تدخل الغرب في شؤون المنطقة؟ بالطبع، الفساد يساعد عدوك على التدخل في شؤونك، وفي الفترة الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق مبارك أطلق اليد للسياسية الأمريكية ولم يكن يعارض أي رغبة أمريكية في تنفيذ بعض السياسات بمصر، ولذلك لم يكن القرار المصري في يد المصريين بالكامل إلى أن استردت مصر قراراها بعد الثورة. -بحكم عملك السابق في العراق.. كيف ترى الموقف هناك الآن؟ الغرب يسعى لأن يبقى العراق في أزمة دائمة، لأن ذلك يبرر التواجد الأمريكي هناك، وقد عرضت واشنطن في الفترة الأخيرة التدخل ليس فقط بمساعدة الحكومة العراقية بخبراء عسكريين، ولكن عرضت إمداد السنة والأكراد بالأسلحة، وهذا ليس في صالح العراق وإنما هو لتقسيمه إلى 3 دول. -كيف ترى تحركات العبادي، في المنطقة؟ وما أثرها على السياسة الخارجية لبلاده؟ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يبذل محاولات جادة لتقريب وجهات النظر الداخلية بين الفرقاء السياسيين، كما يعمل على إزالة الشوائب في محيطه العربي، وتحركاته تثبت ذلك بعد زيارته للقاهرة وعدة عواصم عربية أخرى. -هل يمكن القول بأن أفغانستان استقرت بعد توافق أشرف غني، وعبد الله عبد الله؟ لا أعتقد ذلك في الوقت الراهن، فما زالت أمريكا راغبة في التواجد بأفغانستان، وتعمل على استمرار المشاكل به أيضًا كما في العراق لتبرر تواجدها، كما أن الاتفاق الأمني الذي وقعته مع حكومة كابول يهدف إلى تعزيز التواجد الأمريكي بلا نهاية، وذلك لأهمية أفغانستان وموقعها الاستراتيجي وحدودها مع الصينوإيران، فأمريكا تخشى من تمدد بكين، لذلك تحرص على إحاطتها بمراكز للمراقبة ومراكز استراتيجية للقفز إذا تطلب الأمر، ومحاولة بث الفتن أيضًا داخل الصين نفسها. -ماذا عن الحوار بين طالبان والحكومة الأفغانية والذي تستضيفه قطر؟ الموضوع ليس جديدا، فمنذ نحو 10 أعوام عندما ضعف الموقف الأمريكي طلبت واشنطن من قطر أن تفتح سفارة لطالبان، وعندما هوجم الموضوع إعلاميًا بدأت قطر الإعلان عن فتح مكتب بطريقة مباشرة، فأمريكا وجدت أن من مصلحتها التصالح مع عدوها، وقطر في النهاية تنفذ سياسة أمريكا بدليل وجود أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط بقطر. -كيف ترى العمليات التي تقودها السعودية في اليمن؟ نحن نأمل أن يحل الأمن والأمان في المنطقة العربية، وأن ينتهي التدخل غير العربي بالمنطقة، ولابد أن ننهي أي تدخل خارجي في اليمن، وأن يعود الفرقاء إلى التفاهم، وأن تنفذ بطريقة أو أخرى قرارات الأممالمتحدة في تصفية النزاع دون حرب، وقد قلت من قبل إن ضرب أي دولة عربية هو لصالح أعداء العرب، ولابد من حل المشاكل سلميًا. -ما تقييمك للاتفاق الذي وقعته طهران مع القوى الغربية مؤخرا؟ الحقيقة أن أمريكا تنزف وميزانيتها مثقلة وديونها تزيد، ولذلك فهي تحاول أن تخفض من اشتباكاتها في الخارج، بالإضافة إلى أن من ساعد على هذا الاتفاق هو إعلان المرشد الإيراني عدة مرات أن طهران لا ترغب في امتلاك قنبلة نووية، وأنها تسعى لامتلاك هذه التكنولوجيا للدارسة والعلم، ولاستخدامها في توليد الطاقة والكهرباء. المشكلة الآن ليست في أمريكا بقدر ما هي في الكيان المحتل الذي يسيطر على صاحب القرار الأمريكي من خلال الصهيونية العالمية، والذي وضع كل جهوده لوقف الاتفاق النووي مع إيران من خلال حلفائها في الكونجرس، فإسرائيل تخشى على مستقبلها خاصة بعد تصريحات رئيس إيران السابق حين قال إن إسرائيل هي كيان مصطنع وغريب في المنطقة وإلى زوال، وإذا كان اعتراض إسرائيل نابع من عداوتها لإيران وهذا شئ طبيعي، فلماذا تتخوف الدول العربية وتقف في نفس الجهة بالاعتراض على الاتفاق؟ هناك إعلام غربي تسيطر عليه الصهيونية العالمية وتحاول استخدامه لضرب العرب والمسلمين بعضهم ببعض، فإيران قوة إسلامية ولابد من التعاون معها لما فيه صالح الأمة، وكذلك هناك تمويل غربي للإعلام في المنطقة العربية أيضًا تجد أنه يحاول أن يغري ويثير الفتن لضرب كل طرف بالآخر حتى تبقى إسرائيل مراقبة للوضع وبعيدة عن التهديد.