يؤكد المسئولون التونسيون كثيرا أنهم في حرب مع الإرهاب، حيث تقول الإدارة الحاكمة للبلاد إنها تبحث عن استراتيجية تستطيع من خلالها منع الإرهابيين من عبور أراضيها للمشاركة في القتال الدائر بسوريا والعراق، كما أنها تتخوف من خطر عودة الإرهابيين المشاركين في الحرب الدائرة في هذه الدول إلى البلاد مرة أخرى، لكن التصريحات والتحقيقات الأخيرة تكشف ما هو عكس ذلك تمامًا، حيث تشير إلى أن تونس يوجد بها العشرات من المخيمات التي تستخدم في تدريب المسلحين لإرسالهم للقتال في سوريا والعراق. دخلت تونس جديدًا في دائرة استهداف الجماعات الإرهابية خاصة بعد الهجوم الإرهابي على متحف "باردو" وسط العاصمة التونسية والذي قتل فيه نحو 24 شخصا وجرح 50 آخرون، وهو الهجوم الذي أعدته السلطات التونسية الأسوء الذي يستهدف البلاد، وهنا بدأت السلطات الأمنية تلاحق مجموعات مسلحة متحصنة في جبال الشعانبي بمحافظة القصرين، وتتهمها بالضلوع في اغتيالات سياسية وأعمال إرهابية، فبين الحين والآخر تتوارد الأنباء حول تفكيك خلية ارهابية وإسقاط أخرى والتخلص من ثالثة. قالت وزارة الداخلية التونسية مؤخرًا إنها تمكنت من تفكيك "شبكة إرهابية"، وإيقاف ثمانية من عناصرها كانوا يخططون للقيام ب"عمليات إرهابية تستهدف منشآت غربي البلاد"، الوزارة أوضحت أن "الوحدة الوطنيّة للبحث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني تمكّنت بالتّنسيق مع إقليم الحرس الوطني بمحافظة القصرين من إلقاء القبض على ثمانية عناصر إرهابيّة بجهة القصرين"، ولفتت إلى أن العناصر المقبوض عليها كانت "تقوم بإسناد ودعم المجموعات الإرهابيّة الفارّة إلى جبل السّمّامة بمحافظة القصرين، هذا علاوة على تخطيطها لتنفيذ عمليّات إرهابيّة تستهدف منشآت حسّاسة بغاية السّرقة والسّطو والتّرويع"، وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق عن تفكيك "خلية إرهابية" بمحافظة سوسة شرق البلاد، وإيقاف 9 من عناصرها من بينهم من كان خطط لتصفية أحد الشخصيات المعروفة التي لم تذكرها الوزارة. على الجانب الآخر؛ كشفت التحقيقات والتقصيات التي يجريها الجيش الجزائري بخصوص معسكرات لتدريب المسلحين في تونس، أن المسئولين عن هذه المعسكرات يقومون بتدريب الإرهابيين الراغبين بالانضمام إلى تنظيمات إرهابية تقاتل في سوريا والعراق، وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية أن المعلومات الأولية تؤكد أن المشرفين على هذه المراكز التدريبية قدموا من ليبيا إلى تونس بغرض تدريب المسلحين وإرسالهم إلى سوريا، وقالت الصحيفة إنه تم رصد 3 مراكز تدريب لجماعات مسلحة في منطقة جندوبة بتونس 60 كم من الحدود الجزائرية. من جهته نفى وزير الداخلية التونسي "لطفي بن جدو" وجود مراكز تدريب الإرهابيين في بلاده، مؤكدًا وجود تنسيق أمني قوي بين بلاده والجزائر لمطاردة بعض العناصر التونسية على حدود البلدين، وقال "بن جدو"، "هناك بعض الأفراد المسلحين التونسيين لا يتعدى عددهم 11 عنصرا هي محاصرة في السلسلة الجبلية بين الجزائروتونس وهي محل تتبع من أعوان الحرس الوطني والجيش التونسي وكذلك الدرك الجزائري". أعلنت السلطات العسكرية التونسية اكتشاف عشرات المخيمات التي يستعملها المسلحون على المرتفعات الغربية في محافظة القصرين غرب البلاد، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية "بلحسن الوسلاتي"، إن "الوحدات العسكرية اكتشفت 61 مخيماً كبيراً لمجموعات إرهابية" في المرتفعات الغربية الممتدة على محافظات الكاف وجندوبة والقصرين المحاذية للحدود التونسيةالجزائرية غربي البلاد، وتنقسم هذه المخيمات التي تستخدمها مجموعات مسلحة موالية لتنظيم القاعدة إلى 21 مخيماً في جبل "الشعانبي" و10 مخيمات في جبل "السلوم" بمحافظة القصرين، إضافة إلى 13 مخيماً في جبل ورغة بمحافظة الكاف"، و3 مخيمات في جبال جندوبة.