دخلت الحرب السعودية على اليمن شهرها الثاني ولاتزال تدفع بالشعب اليمني ومقدراته إلى شفير الانهيار، قصف عنيف على المدن اليمنية وما يصاحبها من سقوط ضحايا بين حرجى وقتلى، ناهيك عن استهداف البني التحتية والمؤسسات القومية، كما أن السعودية لم تكترث لحظة بالمدنيين الأبرياء العزل الذين يسقطون بشكل يومي نتيجة استخدام أسلحة محرمة دوليًا جعلت المنظمات الحقوقية تنتفض للتحذير من كارثة إنسانية مرتقبة بالبلاد. السعودية تستخدم أسلحة محظورة اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الطيران السعودي بقصف مواقع اللجان الثورية جماعة "أنصار الله" في اليمن، باستخدام ذخائر عنقودية من صنع أمريكي، وأكدت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ووجود صور ومقاطع فيديو وغيرها من الأدلة التي تؤكد استخدام ذخائر عنقودية المحظورة عالمياً من صنع أمريكي، في الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي السعودي خلال الأسابيع الأخيرة على محافظة صعدة معقل جماعة "أنصار الله" في شمال اليمن على الحدود مع السعودية. وأكدت المنظمة التي تتخذ مقرًا لها في نيويورك، أنها تثبتت من خلال تحليل صور للأقمار الصناعية أن هذه الذخائر استخدمت في هضبة مزروعة على مسافة 600 متر من عشرات المباني الواقعة في مجموعة من أربع إلى ست قرى، وتحتوي القنابل العنقودية على عشرات أو مئات الذخائر الصغيرة التي تنفجر عند ارتطامها بالأرض، وتنتشر على مساحة واسعة، تقارب مساحة ملعب كرة قدم، وهو ما يجعل كل شخص متواجد في مكان الهجوم عرضة إلى الموت أو الإصابة بجروح، وأشارت المنظمة إلى أن هذه الأسلحة تشكل خطرا طويل الأمد على حياة المدنيين، وأحيانًا لا تنفجر الذخائر الصغيرة في وقتها، فتتحول بطبيعتها إلى ألغام أرضية. الوضع الإنساني على شفير الانهيار وضع إنساني يزداد سوءًا وأزمات تتفاقم فوق كاهل الشعب اليمني، حيث يشكو المدنيين من شح المواد الغذائية الأساسية والمحروقات خاصة بعد استهداف الطائرات السعودية لمحطات الوقود والغاز، 17 محطة في مدينة صعدة وحدها تم استهدافها منذ بدء العمليات العسكرية. يقول أحد المواطنين الذين يعانون من الوضع هناك أن "استهداف محطات الوقود وعرقلة سير ما بعد الضربات دليل على أنهم فشلوا في حربهم على اليمن، وأن الشعب انتصر"، مضيفاً إلى أنهم "يبحثون إلى ما بعد فشلهم عبر ضرب اقتصاد اليمن لعرقلة تحركات الشعب"، معتبراً أنهم "يستهدفون ضرب محطات الوقود في سبيل عرقلة النمو"، ويرى آخر أن استهداف التحالف لمحطات الوقود يشير إلى ضعف وعجز العدوان لعرقلة عجلة الحياة للشعب اليمني الذي يصر على البقاء برغم كل العواصف التي تشن عليه. في نفس السياق يعاني المدنيين من أزمة اقتصادية قاتله، حيث يقول أحدهم، "كيس الحبوب ب 5 أو 6 آلاف وهو غير متوفر، وأيضاً جرة الغاز ب 5 آلاف وأيضاً غير متوفرة، وعند السؤال عن السبب يقولون، الحرب"، بينما يقول أحد العاملين في الأفران، "نعاني من نقص الديزل، وأيضاً من أزمة دقيق، لأن كيس الدقيق ب 5 آلاف، وبسبب الحرب يبيعون كل شيء بأسعار مضاعفة"، ويقول مواطن آخر "ارتفعت المواد الغذائية بسبب الحصار المفروض على اليمن، الضغط علينا من كل الجهات، والطائرات تقصف ليل نهار"، بينما يقول تاجر يمني "نحن تجار صنعاء لا نستطيع أن نستورد أو نجلب أي بضاعة من الخارج بسبب الحصار المفروض على صنعاء، وأيضاً لا تصلنا المشتقات النفطية بسبب القصف الجوي". المنظمات الدولية تحذر في ظل استهداف المستشفيات من قبل طائرات الطيران السعودي، أصيب الصليب الأحمر الدولي بصدمة من قلة احترام حرمة المستشفيات والمرضى، حيث قال رئيس بعثة المؤسسة الدولية إلى البلاد "إنه تحت أي ظرف كان يجب أن لا يتم استهداف المستشفيات، فهي مؤسسات صحية محايدة". مستشفيات صنعاء كالعسكري واليمني الألماني والثورة والسبعين تعمل فوق طاقة كوادرها، فيما تم استهداف مستشفيات العلوم والتكنولوجيا والثمانية والأربعين بقصف جرى تبريره بأنه عن طريق الخطأ. من جانبها حذرت الأممالمتحدة من انهيار اليمن في غضون أيام جراء تضرر البنى التحتية الأساسية ونفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء، وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن "يوهانس فان در كلاو"، إن الخدمات التي ما تزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء توقفت بسبب عدم وصول الوقود، وأضاف أن نفاذ الوقود يؤدي إلى تعطيل المستشفيات وسيارات الإسعاف وضخ المياه في شبكة التوزيع وتتعرض الاتصالات لخطر الانقطاع، مؤكداً أن كل شيء سيتوقف في اليمن إذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الأيام المقبلة، وأشار إلى أن الحصار يترك عواقب غير محمودة على وصول المساعدات الإنسانية، معرباً عن الأمل في التوصل إلى هدنة إنسانية. حذر الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" من فداحة الوضع الإنساني في اليمن، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وطالب بضمان وصول مساعدات المنظمات الانسانية الى المواطنين، وحذرت الأممالمتحدة من أن سبعة ملايين يمني مهددون بالجوع وبحياتهم بسبب الحرب والنزوح. أمريكا شريك أساسي الولاياتالمتحدة هي أيضًا لاعبة أساسية في هذه الحرب اللعينة، حيث أعلنت منذ بداية العملية العسكرية "عاصفة الحزم" أنها سوف تقدم الدعم اللوجسيتي والعسكري للسعودية، وكانت قد صدرت في وقت سابق كميات كبيرة من القنابل العنقودية للسعودية في الفترة الممتدة بين 1970 و1999، وتمتلك السعودية طائرات مقاتلة اقتنتها من الولاياتالمتحدة ودول غربية قادرة على إلقاء قنابل عنقودية أمريكية الصنع. عملية "إعادة الأمل" لم تختلف كثيرًا عن "عاصفة الحزم" فهى حتى الآن لم تحمل أي أمل للمدنيين في إنهاء معاناتهم بل إنها تكرسها كل يوم أكثر من خلال قصف عشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة تطال الأحياء السكنية التي يعاني قاطنوها من انعدام المواد الغذائية الأساسية أو أبسط مقومات الحياة.