صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) في بيروت، الطبعة الثانية من كتاب «الجراح تشهد: مذكرات طبيب في زمن الحصار»، للكاتب الدكتور فايز رشيد، أما قصة أحداث هذا الكتاب والتي لم يذكرها الكاتب في الطبعة السابقة فتتلخص فيما يلي: يقول «رشيد»: أوجعتني حدود الافتراش للعقل والقلب، تلك المعاناة الماثلة أمامي حتى اللحظة في عيون الأطفال والنساء والشيوخ والعديد من الشباب الجرحى من ذوي الإصابات المختلفة ممن رأيتهم رؤية العين، بفعل البشاعة في الجرائم والمذابح والإعتداءات، كان لا بد من التعبير عن هذه المعاناة نلقها إلى القراء، وهكذا ولدت فكرة الكتاب. ويتابع الكاتب في مقدمة كتابه: إن الشهادات الواقعية الحية التي يتعرض لها هذا الكتاب، تعتبر دليلًا جديدًا يضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق شعبنا الفلسطيني وعموم جماهيرنا العربية، تبين لنا بوضوح كامل الجوهر الحقيقي للحركة الصهيونية، والمتمثل في كونها حركة عنصرية، نازية جديدة، عمادها الأساسي هو العنف والقتل والتدمير والنهب والتشريد. قدم للكتاب في طبعته الأولى الدكتور جورج حبش- الأمين العام الأسبق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومما جاء فيها: هذا الكتاب يتحدث عن نماذج، عن شهادات حية، عن حالات عوينت وعولجت في فترة المعارك التي سبقت خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، فالدكتور فائز واضع هذا الكتاب طبيب فلسطيني أمضى وقته أثناء الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في معالجة المصابين الذين نقولوا إلى مستشفى غزة ومدرسة "الهايكزيان" التي حولت كمثيلاتها من المدارس البيروتية إلى مستشفى ميدان، الحالات المستعرضة تتحدث عن مأساة الشعب الفلسطيني، تتحدث عن قصته مع الأعداء وقصته مع الأصدقاء، تجدون طفلة طرد أهلها فلسطين بعد نكبة 1948 فسكنوا تل الزعتر الذي دمر وقتل الآلاف من سكانه على أيدي الفاشين الإسرائيلين في عام 1976 واضطرت للهجرة مع من تبقى من سكان تل الزعتر، فتصاب الطفلة بعد ذلك بشظايا قنبلة إسرائيلية ألقيت على المواطنين في منطقة الدامور، مسلسل من التشرد والملاحقة والتعذيب والقهر، هذا هو المخطط المرسوم ضد شعبنا، وهذا ما يسجله الدكتور فائز في كتابه هذا، ولن تموت قضية عادلة طالما بقى مناضلون يسعون في سبيلها.