مع ما تشي به أشعاره من ميل للتعبير الدرامي وغرامه بالملاحم الشعبية والسير، جرب الخال، عبدالرحمن الابنودي، كتابة الدراما مرات قليلة. له تجربتان في المسرح،العرائس عرض له نص "بعد التحية والسلام"، والقومي "جواز سبرتو"، مقتبسة من " زواج فيغارو، وتجربة واحدة في كتابة الدراما التليفزيونية هي حوار مسلسل «وادى الملوك»، عن قصة «يوم غائم فى البر الغربى» لمحمد المنسى قنديل، الكتابة المسلسلات لم تثر حماسه كثيرًا واعتبرها عملًا شاقًا طويلًا لا يجذب اهتمامه، مثل كتابة الأغاني المصاحبة للدراما وتترات المسلسلات التي تكثف رؤية العمل. أشبع ميله الطبيعي للدراما من خلال أشعاره، وكان شريكًا رئيسيًا في الاهتمام الشعبي بأغاني المسلسلات. إذ جذبت "التترات" نجوم الغناء، وشكلت مرحلة هامة في مسيرة علي الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير وغيرهم، في وقت كان سوق الغناء لا يتيح مجالا لأغاني خارج النمط الاستهلاكي، إلا على فترات متباعدة. وأصبحت التترات ساحة للتنافس بين المطربين والملحنين والموزعين والشعراء المهتمين بالغناء العربي. رأى «الأبنودي» أن تكثيف رسالة العمل الدرامي في أغنية لا تتعدى خمس دقائق "تحدي شعري"، وتتيح المجال للغة أكثر انفتاحا من لغة الأغنية التقليدية، لتأتي الأغنية مدخلاً معبرًا عن المسلسل. برع الخال أكثر في الدراما التي تدور في الصعيد، كأنه شعر بمسؤولية خاصة عنها، وأولاها اهتمامًا خاصًا وأنه كان يعتبر أن من لم يعش في الصعيد ويتشرب تراث الأمهات والجدات وتفاصيل الحياة اليومية سيعجز عن التعبير عن الصعيد، وكالعادة نجد إصراره على الاحتفاء باللهجة الصعيدية، التي حرص عليها طوال حياته. ويظل مسلسل (ذئاب الجبل) عام 1992، إخراج مجدى أبوعميرة، تجربة فريدة، وهي الوحيدة له ك"مغني/ مؤدي"، لأغنية "هيلا هيلا"، ألحان جمال سلامة، حين سمعه أبوعميرة يُدندن بكلماتها في الكواليس، فأعجب بطريقته في الأداء وصمم على أن يغنيها الخال بنفسه في الحلقة الأولى، وعبر الأبنودي عن سعادته بالتجربة، في حين ذهبت باقي الأغنيات لحنجرة علي الحجار الذي طالما اعتبره الأبنودي صوته الأثير، وخير من يستأمنه على غناء الدراما وخاصة الصعيدية منها، لأن الحجار يستطيع ترويض صوته القوي لينحاز للدراما، أكثر من غيره من المطربين، وبرع في الغنا بلهجة الصعيد. آخر الأعمال الدرامية التي كتب أشعارها الأبنودي هو مسلسل "الميراث الملعون"، والذي لم يعرض بعد. ولم يمهله العمر لإتمام أحدث تجاربه، مع الحجار، إذ كان مقررًا أن يكتب 60 أغنية لمسلسل "عودة مندور"، إخراج حسني صالح، ورحل.. لنحرم من تجربة أخرى فريدة، تضفي على العمل روح ملحمية تذكرنا بتجربته مع فيلم "شئ من الخوف".