من المتوقع أن تنتهي فترة حظر التجوال المفروضة على مدن شمال سيناء، يوم 24 إبريل الجاري، وسط توقعات لخبراء بأن يتخذ الرئيس "عبد الفتاح السيسي" قرارًا للمرة الثالثة بمد فترة الحظر لحين الانتهاء من الحرب الدائرة على الإرهاب، والعمليات العسكرية المستمرة، إلا أن الأهالي يرفضون المد ولو ليوم واحد موجهين رسالة للحكومة "أرحمونا كفاية حظر" . بعد انقضاء 6 أشهر من فرض حظر التجوال على مدينة العريش، وعام ونصف على مدينتي الشيخ زويد ورفح، لم يعد يتحمل أهالي المحافظة حظر التجوال المفروض عليهم والذي أوقف حياتهم وباتوا حبيسا منازلهم، وعبر عدد من الأهالي عن رفضهم مد حظر التجوال ولو ليوم آخر نظرًا للمعاناة التي يعيشونها . أكد اللواء "السيد عبد الفتاح حرحور" محافظ شمال سيناء، أن هناك اتجاهًا لتقليص ساعات الحظر على مدينة العريش، واستمراره لفترة أخرى وفقًا لمقتضيات الأمن القومي، وأضاف أنه تقدم بمقترح لمجلس الوزراء ووعد بدراسته ومناقشته مع الأجهزة الأمنية، وقال المحافظ في رد على استفسارات المواطنين والمشايخ، إن الاتجاه العام للمقترح يسير لرغبة المواطنين وأن القرار سيتم دراسته من قبل الأجهزة الأمنية . ومن جانبها أوضحت القوى والتيارات السياسية والشعبية والشبابية رفضها لتجديد حظر التجوال مرة أخرى، والمطالبة بإلغائه وإنهاء كل المعاناة لأبناء سيناء وأزمات البنزين والغاز والكوبري والمعديات والمواصلات والشبكات والاتصالات والأكمنة وإغلاق الطرق وغيرها، علاوة على تهميش أبناء سيناء وسوء معاملتهم، والمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية وتمتعهم بحقوقهم كسائر أبناء المحافظات الأخرى طبقًا للدستور والقانون . جاء ذلك في لقاء المحافظ مع القوي والتيارات السياسية والقيادات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من المشايخ والعواقل ورموز القبائل والعائلات وعدد من الشباب والنشطاء, والذي عقد في مقر المدينة الشبابية الدولية بالعريش . وعند سؤال دكتور "هشام بدوي" من أهالي الشيخ زويد، عن موقفه إن تم مد الحظر لفترة جديدة، رد قائلًا بكل غضب "نولع كلنا بجاز ما احنا ملناش لازمه أو أي حقوق مواطنه.. أتحدى لو يعرفوا يعملوا حظر ليوم واحد في أي محافظة تانية رغم إن التفجيرات في كل حتة وآخرها مدينة الإنتاج الإعلامي.. اشمعنا إحنا بس اللي الحظر ضرورة وطنية وأمن قومي" . وتساءل "إسلام فدوي" من العريش، "أين محاميين شمال سيناء برفع دعاوى قضائية لرد حقوقهم المهدورة في حياة كريمة، والمطالبة بتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية لأن مد الحظر يخالف الدستور الذي تم الاستفتاء عليه" . واستنكر "عطا سواركة" ما قاله المحافظ بخصوص مد الحظر هو أمن قومي، متعجبًا "أزمة الوقود أمن قومي ! تعطيل مصالح الناس أمن قومي برضو ! هدم البيوت والتهجير والموت أمن قومي! الأمن القومي أصبح شماعة الكل يعلق عليها ويتخلى عن مسئولياته" . أما الناشط "أحمد البلك" فوجه رسالة قصيرة إلي الحكومة قائلاً :"الأمن القومي لمصر يبدأ من المواطن، إن لم تحافظوا على هذا المواطن وعلى أمنه فأنتم تهدرون الأمن القومي، فحافظوا علينا" . وكان نشطاء وشباب من محافظة شمال سيناء، دشنوا على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "تويتر" وسمًا "هاشتاج" جديدًا باسم "لا لتجديد حظر التجوال" وآخر باسم "كفاية حظر"، وذلك للتعبير عن رفضهم الكامل لمد حظر التجوال ولو لوم واحد من جديد، مؤكدين أنهم عانوا كثيرًا خلال ال6 أشهر الماضية . وكانت قد عقدت الغرفة التجارية بشمال سيناء برئاسة "عبد الله قنديل بدوي" رئيس مجلس إدارة الغرفة اجتماعًا لمناقشة الآثار السلبية لحظر التجوال والمطالبة بإلغائه، وذلك بحضور أعضاء مجلس إدارة الغرفة ورؤساء الشعب وعدد من التجار وممثلي النقابات والأحزاب والقيادات السياسية والشعبية والنشطاء بالمحافظة ورموز المجتمع السيناوي . وطالبوا بضرورة إلغاء الحظر وعدم تجديده مرة أخرى، وذلك نظرًا لآثاره السلبية والسيئة على كافة مظاهر الحياة والحركة الاقتصادية، والمطالبة بتسهيل حركة المرور عبر قناة السويس والتيسير على الأكمنة وتخفيف الإجراءات والأزمات التي يتعرض لها أبناء المحافظة في البنزين والغاز والمياه والكهرباء وغيرها . وأكدوا أن قرار حظر التجوال في المحافظة يؤثر بالسلب على حركة تدفق البضائع من وإلى المحافظة، مما يؤثر على احتياجات المواطن، كما أكدوا أنهم جميعًا مع الأمن القومي المصري والقضاء على الإرهاب الذي أضر بنا، إلا أن قرار الحظر يمثل إعاقة حقيقية لكافة الفئات، وأصبح بمثابة العقاب الجماعي لأهالي سيناء لتأثيره على المعديات والأكمنة وباقي مظاهر الحياة . وأشاروا إلى أن سيناء تعانى من الظلم والتهميش منذ عدة عقود، وحاليًا تمارس علينا جميع أنواع الضغوط إلى جانب الحظر، خاصة أنه يتم تحميلنا كافة أخطاء الماضي ويفرض علينا الحظر علاوة على الضغوط الأخرى من أكمنة وإغلاق الطرق والكوبري والمعديات وتهجير أبناء شرق العريش، وغير ذلك من أمور لإخلاء المنطقة، وأن أبناء سيناء يحافظون على أرضهم ويرفضون استخدامها كوطن بديل ولن يسمحوا بإقامته، وأن يوم 25 أبريل الجاري موعد نهاية الحظر، ولن يسمح أهالي سيناء بتجديده مرة أخرى مهما كانت النتائج .