الأهالي يصرفون مخلفاتهم في الترعة.. ويلجأون إليها لغسل الأواني الوحدة المحلية تحصل رسوم النظافة وتترك القمامة بالشوارع المحافظ: 11 مليونا للتطويروالخدمات.. ومحطات الصرف في يوليو تعاني قرية كفر المنازلة التابعة لمركز كفر سعد بمحافظة دمياط، من التهميش والإهمال الذى أدى إلى تفاقم عدد من الأزمات على رأسها الصرف الصحي، الذى يعتبر أكبر مشاكل قرى المحافظة، إضافة إلى مشكلة النظافة التى لا يعرف الأهالى عنها سوى تحصيل رسومها فقط، ويبلغ عدد سكان القرية حوالى 7 آلاف نسمة يعمل أغلبهم فى الزراعة، بينما يعمل معظم أبنائها الشباب كباقى أبناء المحافظة فى مجال صناعة وتجارة الأثاث. "البديل" التقت عددا من أهالى القرية الذين أكدوا أنها ينقصها الكثير من الخدمات التى طالبوا بها كثيرا ولم يحصلوا إلا على تصريحات بالتطوير وتنفيذ مشروعات سرعان ما تذهب أدراج الرياح مع تغير المحافظ بآخر. سعيد عبد المولى، 50 عاما مزارع، يقول "مشكلتنا فى كفر المنازلة أننا ليس لدينا صرف صحي، وللأسف من عشرات السنين ونحن نصرف فى الترعة التي نروى منها الأرض، وفي أحيان كثيرة حين تكون المياه مقطوعة تلجأ إليها نساء القرية لغسل الأطباق، وهذا يسبب أمراضا خطيرة للأهالي، ومطلبنا إنشاء صرف صحي لنضمن نظافة القرية والناس لأنها قرية كبيرة ولها وضعها فى المركز". صبحى خالد، موظف، يقول: "تعانى القرية نقصا كبيرا فى الخدمات التى على رأسها عدم وجود صرف صحي، وهو ما يضطر الأهالى لصرف مخلفاتهم فى الترعة التى تروى منها الأراضى ويستخدمها الأهالى أيضا فى قضاء كثير من حوائج البيوت مثل غسيل الأطباق أو غسيل الملابس فى حال انقطاع المياه وكثيرا ما تنقطع، وطالبنا كثيرا بعمل صرف صحى وبناء محطات رفع مع خطوط انحدار لأنه لا يعقل أن نكون فى القرن الواحد والعشرين ومازلنا نصرف مخلفاتنا فى الترع، أيضا مياه الشرب تنقطع عن القرية بصفة مستمرة ولفترات طويلة وذلك بسبب تهالك الخطوط الرئيسية للقرية وهو ما يعرضها للكسر المستمر بمجرد مرور أى سيارة نقل على طريق القرية، ومع ذلك تأتى فواتير المياه مبالغا فيها وربما لايستطيع بعض الأهالى دفعها. أيضا يلفت أحمد عوض، طالب بكلية التربية، النظر إلى أكوام القمامة التى تنتشر فى شوارع القرية وأمام المسجد الرئيسى بها، ولا يهتم أحد برفعها حتى تخرج منها رائحة كريهة جدا وتتجمع حولها القوارض والحشرات، ولا تأتي سيارات الوحدة المحلية لرفعها مما يضطر الأهالى لإلقائها خارج القرية، أيضا هذه القمامة تملأ الترعة الرئيسية وتلوث مياهها التي نعتمد عليها كثيرا، أضف إلى ذلك شكل القرية مع وجود هذه الأكوام من القمامة وما تمثله من منظر غير حضارى بالمرة، فضلا عن ذلك، فنحن لا نرى من الوحده المحلية إلا المحصل يأتى بصفة شهرية للحصول على رسوم النظافة التي تملأ أكوامها الشوارع، ودائما يكون رد المحصل "أنا مليش دعوة أنا محصل، روحوا اشتكوا فى الوحدة"، وطبعا نحن نشكو ولكن للأسف تبقى علاقتنا بالقمامة دفع رسومها فقط للمجلس. علي عبد الرازق، موظف من القرية، يؤكد أن طرق القرية بحالة سيئة جدا، وبمجرد سقوط الأمطار تتحول الشوارع إلى برك من الماء والطين ويصعب السير فيها، كما أنها تشكل خطورة على سكان القرية وبخاصة الأطفال الذين يعانون أشد المعاناة فى ذهابهم وإيابهم من وإلى المدارس، كما أن مدخل القرية الرئيسى سيئ للغاية ويحتاج لعملية رصف جيدة، حيث إن قربه من النيل يجعله طريقا للكثير من الشاحنات وسيارات النقل التى تتسبب فى تكسيره وتلفه، وندفع نحن سكان القرية الثمن بسبب ما نعانيه. محمود عبد الغفار، طالب بكلية التجارة بجامعة دمياط يقول: سمعنا كثيرا عن تضمين القرية خطط التطوير ورفع الكفاءة فى ولاية المحافظين السابقين، وكنا ننتظر تحسين الخدمات وتحسين مياه الشرب وعمل صرف صحي ومشروعات للنظافة ترحم الأهالى من أكوام القمامة التى تتراكم فى كل مكان ولكن دون جدوى، وهذه الأيام يتكرر نفس الكلام عن أن المحافظة أدرجت القرية ضمن خطة التطوير ورفع الكفاءة ونتمنى ذلك رأفة بالأهالى وبخاصة فى فصل الشتاء. الدكتور إسماعيل طه، محافظ دمياط، قال ل"البديل": مشكلة القرى بدمياط عامة وليست خاصة، فمعظمها ينقصها الكثير من الخدمات، ونحن بالفعل سنبدأ فى تفعيل تطوير ورفع كفاءة العديد منها، ولكن لن نستطيع البدء قبل وصول الميزانية الجديدة فى شهر يوليو المقبل، ولكن نعمل من الآن على وضع خطط وتجهيز ما سيتم عمله. وأضاف أن القابضة للمياه كانت تدفع للمحافظة 12 مليون جنيه سنويا، وسعيت حتى رفعتها إلى 18 مليونا هذا العام، أيضا كان هناك 5 ملايين لمشروعات لم تتم اتفقنا مع وزير الإسكان على اعتمادها فى مشروعات تطوير تخص المحافظة، وبذلك يكون لدينا هذا العام 11 مليون جنيه ستوجه جميعها لتطوير الخدمات ورفع كفاءة القرى المعدومة. وفى انفراد ل"البديل"، أكد المحافظ أنه أبرم اتفاقا مع الصندوق الاجتماعى للتنمية يقضى بتمويل الصندوق لمشروعات تنمية ورفع كفاءة القرى بنطاق المحافظة، وسيتم عمل محطات صرف صحى كبيرة ذات كفاءة عالية، مع عمل خطوط انحدار حتى يتسنى للمحطة الواحدة خدمة أكثر من قرية إذا سمحت بذلك المسافات، لأن هناك قرى قريبة من بعضها والمسافات بينها ليست بعيدة.