نعلم أن الصراع يكون بين طرفين: الأول يسعى لنيل منصب، والثاني يصر على حرمانه منه. أما في بني سويف فالأمر معكوس.. حيث إن الطرف الأول يرفض الترقية، فيما يصر الطرف الثاني على ترقيته، والأعجب أن الفيصل بينهما عندما تدخل بناء على اللوائح والقوانين، لم يعبأ الطرف الثاني لا باللوائح ولا القوانين، وأصر على ترقية الأول رغمًا عنه. فقد استغاث الطرف الأول وجيه أحمد محمد إخصائى رياضى درجة ثانية بإدارة الشباب بمديرية الشباب والرياضة بالمشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة والمستشار محمد سليم محافظ بنى سويف، وذلك بعد قرار أحمد سرور وكيل مديرية الشباب والرياضة بترقيته وندبه لإدارة استاد بنى سويف الرياضى. وقال وجيه أحمد ل "البديل": "في يوم الخميس قبل الماضى، علمت بقرار نقلى للعمل باستاد بنى سويف الرياضى، عن طريق مدير إدارة الشباب بالمديرية؛ وذلك لبلوغ مدير الاستاد السابق مراد مرقص سن المعاش، بحسب تأكيدات حسن منهراوى مدير إدارة الشباب بالمديرية. وبمجرد تأكدي من الواقعة، رفضت، وذلك لأسباب كثيرة، منها صالح العمل الذى يتوافق مع مهام وظيفتى؛ حيث إن درجتى الوظيفية لا تسمح بانتقالى، فأنا معين على الدرجة الثانية، والقانون يمنع نقلى، فلائحة وزارة الشباب والرياضة تنص على تولى المسئولية شخصية قيادية على الدرجة الوظيفية الأولى، وهو ما قد يتسبب في تقديم البعض شكاوى ضدي حال استلامى للعمل". وتابع قائلاً "وكيل مديرية الشباب والرياضة أبلغنى أن الجهات الأمنية توافق على استلامى للعمل رغم عدم أحقيتى وعدم رغبتى في تسلم العمل، لكن وكيل الوزارة كان مصرًّا على تنفيذ قراره المخالف للقانون". وأضاف "تم وصول فاكس رسمى صباح أمس الأول الأحد من قطاع الرياضة بالوزارة، وينص على إلغاء ندب جميع مديرى المنشآت الرياضية، مع قيام المديريات بترشيح ثلاثة أشخاص حاصلين على مؤهل تربية رياضية، وتحديد مقابلة شخصية لاختيار أكفئهم. ورغم ذلك أصدر وكيل المديرية قرارًا بندبى مخالفًا بذلك لتعليمات الوزارة". واختتم معاون الشباب والرياضة ببنى سوف كلامه مؤكدًا أنه أرسل عدة تلغرافات لمديرية الشباب والرياضة، يبلغها بعدم ذهابه للعمل؛ لمرضه الشديد، بجانب إرساله تلغراف لمحافظ بنى سويف يلتمس منه التدخل وعرض الامر عليه؛ لوقف تعنت مسئولى الشباب والرياضة"، على حد وصفه! الأعجب هنا أن أحمد سرور وكيل مديرية الشباب والرياضة ببنى سويف مصر هو الآخر على أن القرار الذى اتخذه بندب وجيه أحمد الإخصائى الرياضى بإدارة الشباب لتولى منصب مدير استاد بنى سويف جاء لصالح مقتضيات العمل، لأهمية شغل المنصب لحين الاستقرار على شخص كفء من بين أحد المختارين لشغله، وذلك بعد نحو 10 أيام، كاشفًا عن أن اختيار وجيه أحمد جاء بناء على ترشيح الجهات الأمنية. ونفى وكيل المديرية ما أكده الإخصائى الرياضى عن وجود خلافات سياسية بينه وبين الموظف، قائلاً "أنفى هذا الكلام تمامًا، ولا يجب ربط المنافسة السياسية بمصلحة العمل". ويبقى اللغز المحير: لماذا يرفض وجيه أحمد منصبًا مؤكد أنه وغيره يطمح إليه؟ وما سر إصرار وكيل المديرية على ترقيته؟!! وما هي الخلافات السياسية التي تكون عاقبتها الترقية والرفض من الجانب الآخر؟ هذا ما لم يوضحه الطرفان، ولكن ستكشفه الأيام القادمة مهما أخفياه.