منح مجلس الأمن غطاءً شرعيا للعدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن، بعد نحو ثلاثة أسابيع من بداية العمليات العسكرية، حيث تبنى أعضاء المجلس مشروع القرار الخليجي تحت الفصل السابع باستثناء روسيا التي امتنعت عن التصويت وبدا موقفها محل استغراب لدى البعض، لكن فسّر المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، موقف بلاده بالقول إن «أصحاب مشروع القرار رفضوا قبول مقترح روسيا بمطالبة جميع أطراف النزاع بوقف إطلاق النار في مدة زمنية وجيزة لبدء الحوار»، مضيفاً أنه لا يجب استخدام قرار مجلس الأمن لزعزعة الاستقرار في اليمن، مؤكدًا أن «القرار لم يأخذ في الحسبان الضرر الذي يلحق بالشعب اليمني»، موضحا لابد أن يشمل حظر توريد الأسلحة جميع الأطراف في اليمن وليس أنصار الله وحدهم. قرار مجلس الأمن الدولي يدعو حركة أنصار الله في اليمن إلى الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها، كما يفرض القرار على الحركة عقوبات، من بينها حظرٌ توريد الأسلحة، وقد صوت لصالح المشروع 14 عضواً فيما امتنعت روسيا عن التصويت. القرار يطلب من الدول المجاورة لليمن تفتيش الشحنات المشتبه بها، كما يؤكد على شرعية الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، ويدرج نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزعيم أنصار الله على لائحة العقوبات، ويدعو إلى التفاوض في الرياض لإيجاد حل للأزمة، متجاهلا العدوان الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني والأبرياء الذين قتلوا وأصيبوا خلال عمليات القصف المتواصلة منذ أكثر من 20 يوما. من جانبها، قالت حركة أنصار الله إنه لا تأثير لقرار مجلس الأمن الدولي على سير الأمور في اليمن، مستغربة الموقف الروسي بعدم استخدام حق الفيتو، داعية الشعب اليمني إلى النزول إلى الشارع الخميس للتنديد بالقرار، وصرح عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي أن قرار مجلس الأمن لن يكون له أي تأثير في سير الأمور باليمن، مشيراً إلى أن عدم استخدام روسيا حق النقض تمرير للقرار، وقال عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله علي العماد، إن قرار مجلس الأمن بحظر السلاح عن أنصار الله لن يؤثر فيها لأنهم لم يعولوا على السلاح، وأكد العماد أن قرار مجلس الأمن يناقض نفسه. في السياق ذاته، عرضت طهران، على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف خطة من 4 نقاط لإنهاء الصراع في اليمن، تتضمن وقف إطلاق النار وإجراء حوار بين الأطراف اليمنية، وتقديم مساعدات إنسانية وتشكيل حكومة ذات تمثيل واسع، وقال ظريف "ليست هذه مفاوضات بين إيران والسعودية؛ إيران والسعودية بحاجة إلى إجراء حوار، ولكن ما أعنيه هو أنه لا يمكننا الحديث عن تحديد مستقبل اليمن، هذا حوار بين اليمنيين، ويتعين على اليمنيين الحديث فيما بينهم ويتعين على الجميع تسهيل ذلك".