قال رياك مشارنائب رئيس جنوب السودان، الذي يقود وساطة بين الأطراف المتحاربة في البلاد، إن الأوضاع ما زالت متوترة في منطقة بيبور بولاية جونقلي التي تشهد اضطرابات قبلية منذ أربعة أيام أودت بحياة مئات الأشخاص وإصابة ونزوح عشرات آلاف آخرين. ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندينة في عددها الصادر اليوم الاثنين عن رياك مشار قوله إن “الأوضاع ما زالت مضطربة وإن المواطنين في حالة توتر”. وشهدت منطقة بيبور اضطرابات حينما انطلق نحو ستة آلاف شاب يطلقون على أنفسهم “الجيش الأبيض لشبيبة نوير(إحدى القبائل الكبرى في المنطقة)” في مسيرة إلى مدينة بيبور وهم عازمون على ملاحقة قبيلة “مورلي” المنافسة التي يتهمونها بسرقة ماشيتهم. وأضاف مشار أن “شباب قبيلة نوير لم يهاجموا المدن.. حاولنا أن نوقف زحفهم ولكننا لم نفلح في ذلك.. الناس هنا في صراع مستمر حتى قبل استقلال الدولة... رغم ذلك فإننا قادرون على احتواء هذه الأزمة والوصول إلى حل بأن نوقف إطلاق النار ونجري حوارا عبر مصالحة بين مختلف المكونات”. وتابع ” ليست هناك جهة خارجية لنتهمها بأنها وراء الصراع الدامي في جونقلي وهو صراع قبلي معروف”، مشيرا إلى أن حكومته طرحت مبادرة لحل الأزمة بين الأطراف القبلية المتصارعة بإيقاف النزاعات بينها وإنهاء الأزمة عبر الحوار. ونفى مشار بشدة إعلان حكومته حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال في مدينة جوبا أو عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء كما أشارت أنباء أمس، وقال ” لم نعلن طوارئ وليس هناك حظر تجوال في جوبا أو غيرها من المدن، هذه أخبار من خيال بعض صحف الخرطوم وعليها أن تلتفت إلى مشاكل دولتها”. وأضاف أن حكومة بلاده تعمل على احتواء هذه الصراعات القبلية التي ورثتها قبل إعلان الاستقلال وقبل بدء الفترة الانتقالية في عام 2005 . وتابع “هذه الصراعات موجودة عندما كان السودان موحدا... هو تحدّ بالنسبة لنا ونحن قادرون على مواجهته وسنوقف القتال في وقت قريب”.