استباح المسئولون حرمة المرض، فتعاملوا مع المريض كسلعة تباع وتشتري، في ظل الروتين والبيروقراطية المصرية التي تسيطر علي كل مؤسسات الدولة بما فيها المستشفيات، خاصة مع انعدام الرقابة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب. تقول نجاة محمد، والدة "هدير" الطالبة الجامعية بكلية تجارة جامعة عين شمس، إن ابنتها تعاني من مرض التصلب المتعدد العصبي ""M.S، وتتلقي العلاج بمستشفي عين شمس الجامعي. وتضيف: «هدير مصابة بمرض M.Sالنادر منذ مرحلة الثانوية العامة، وكانت تصرف العلاج من مستشفي التأمين الصحي، وبعد دخول الجامعة، نقلت أوراقها إلي المستشفي الجامعي، وتم صرف العلاج الخاص بها بشكل منظم في البداية، لكن بعد مرور شهرين من الدارسة، فوجئت بامتناع المستشفي الجامعي عن تسليم العلاج، مشترطه تسليم العلاج للمريضة بنفسها». وتابعت: «من الصعب حضور هدير إلي مقر المستشفي لتلقي العلاج؛ نظرا لكثرة محاضراتها، إضافة إلى الامتحانات المتتالية، خاصة أن جرعة العلاج ثلاث مرات أسبوعيا، ويعاني مريض M.Sبعد تناول الجرعة من أعراض الحمى والسخونة»، مضيفة: «وبعد أن رضخنا لقرارات صرف العلاج المتعنتة، رفض المستشفي تسليم الجرعة للمريضة بححة نقص الدواء، دون إعطائنا ما يثبت ذلك، خاصة أنه يعد تقصيرا من مدير المستشفي». واستطردت: «بعد كعب داير بين المستشفي والجامعة، تم التواصل إلي حل شراء المريض للدواء من خارج المستشفي علي حسابه الخاص، وبعد ذلك يسدد المستشفي ثمن العلاج الذي يصل إلي أكثر من 3600 جنيه، لتدخل الأزمة مرحلة جديدة من المعاناة لاستيراد قيمة الدواء». واختتمت والدة هدير: «مازلت المشكلة قائمة بين سداد قيمة الدواء، وتسليم المريض الجرعة الشهرية كاملة، خاصة فى ظل المشقة التي يتحملها أهل المريض للحصول علي الدواء».