نظم المركز المصرى للحق فى الدواء، اليوم الأربعاء، مؤتمرًا صحفيًا بالاشتراك مع رابطة مرضى التصلب المتعدد "ms care society"، للكشف عن الوضع المبهم بمصر لمرضى الالتهاب بالأعصاب المتناثرة منددين بعدم وجود خطة سليمة لعلاج المريض خاصة مع ارتفاع تكلفة العلاج وانخفاض الوعى بالمرض. وكشف المؤتمر عن أن الدولة منذ عام 2009 لا تريد الاعتراف بالمرضى للعلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحى لا يستطيع دفع سوي ألف جنية للمرضرغم أن العلاج يصل إلي 23 ألف جنية شهريا. وقال الدكتور محمد عز العرب، استشاري أمراض الكبد بمعهد الكبد والمستشار الطبي لمركز الحق في الدواء، إن أبرز الصعوبات التى تواجه مرضى الالتهاب بالأعصاب المتناثرة، هى التشخيص المتأخر لعدم معرفة الأطباء بأعراض المرض، وعدم اهتمام الحكومة بنشر الوعى بالمرض بين الأطباء، بالإضافة إلى عدم توفير الأدوية للمرض خاصة مع ارتفاع سعر الدواء. أضاف عز العرب، أن مرض التصلّب المتعدّد هو أحد الأمراض الالتهابيّة والمناعيّة المزمنة، حيث يجعل الجسم المناعي للجسم يهاجم نفسه، ما يصيب الجهاز العصبي المركزي للإنسان، فيُحدث خللاً في الاتصال بين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة.و يعاني المرضى ضعفاً في العضلات وخللاً في توازن الجسم ووظائفه الحركية. والمرض لم يظهر دراسة علمية عالميا المسببة للمرض ولا علاج أيضا وإنما علاج وقائي لتقليل الهجمات. فيما قالت الدكتورة منى شرابي مسئول بجمعية رعاية مرضى التصلب، أن عدد المرضى بلغ نحو ما يقرب من 120 ألف مريض وقد ترتفع النسبة لعدم قدرة المريض على اكتشاف المرض نظرا لعدم الوعي بالمرض بين الأطباء. وأشارت شرابى، إلى أن أعراض المرض قد تظهر في أي سن، ولكنه يبدأ في التطور عمومًا في الفترة ما بين 20 إلى 45 عاما، وتقدر إصابة النساء بمرض "إم إس" بضعف معدلات إصابة الرجال،مؤكدة أن المواطنين لا يمكنهم تحمل تكلفة الأدوية الخاصة بالمرض لارتفاع تكلفة العلاج فمن يستطيع دفع بحد أدني 3 آلاف جنيه شهريًا. من جانبه قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، أن التأمين الصحي لا يتحمل سوى ألف جنيه و التكلفة قد تصل إلى 23 ألف جنيه، موضحًا أن مضاعفات المرض تصل إلى فقدان البصر والشلل الكامل. وطالب فؤاد بضرورة تسليط الضوء على المرض، مضيفًا أن تعداد المرضى قارب إلى 120 ألف مريض، مشيرًا إلى أن 90 % من أغلب ضحايا المرض شباب في العشرين من عمرهم، مؤكدًا أن الدولة تشاهدهم يموتون ببطء دون أن تتحرك. وقال عبد الرحمن محمد طالب بجامعة هندسة عين شمس، أنه أصيب بالمرض وهو فى الفرقة الأولى بالكلية وبدأ المرض بإصابة عصب العين وتطورت لتنميل للرجل، ثم وصلت لمرحلة العكاز، مشيرًا إلى أن المأساة كانت فى الوصول للتشخيص الصحيح للمرض نظرًا لجهل المجتمع بالمرض فشخصت غضروف، وقولون عصبي، ثم ورم، وبدأت العلاج وكنت أصرف الدواء من خلال تأمين الجامعة. أضاف عبد الرحمن، أنه بعدما تخرج من الجامعة لم يعد قادرا على صرف الدواء، قائلاً:" وصلت لمرحلة العجز ومعي أوراق تفيد أنى من نسبة ال 5% التى تستحق العمل ولكنى مثلى كجميع الشباب أبحث عن وظيفة ولا أصرف الدواء منذ التخرج مما يعرضنى للعديد من الهجمات بمعدل أربع هجمات كل ثلاث شهور مما عرضنى للجلوس على كرسى متحرك لفترات طويلة. واختتم عبد الرحمن كلمته مناشدًا الدولة بصرف الدواء لمرضى "أم أس" قائلاً:"نحن مرضي في سن شباب نريد أن نشارك بنهضة البلد فنحن جزء من مستقبل بلد، فيوجب علي الحكومة توفير العلاج خاصا أن تكلفة العلاج باهظة علي المواطنين حتي لو كان يعمل".