واقعة جديد تشهد على حالة الفساد الإداري بمستشفى الدمرداش، ولكن هذه المرة جاءت بصورة مختلفة عن طريق الأدوية المنتهية الصلاحية، مكانها مركز الدكتور أحمد فهمى عكاشة للأمراض العصبية والنفسية، حيث قامت إحدى الممرضات بالمركز بصرف دواء لأحد المرضى الذى يعانى من "التهاب العصب المتناثر" منتهى الصلاحية، مع العلم أن الدواء فى المستشفيات العامة يتعرض لعمليات جرد بصورة مستمرة للتخلص من الأدوية منتهية الصلاحية، ولكن توزيع الدواء بعد فساده لغز يثير الفضول. تفاصيل الواقعة تقول السيدة " فاطمة م." إنها تعانى من مرض التهاب العصب المتناثر، وتوجهت إلى وحدة الأمراض العصبية والنفسية بمركز الدكتور فهمى عكاشة بمستشفى الدمرداش لصرف الدواء الخاص بها، بعد أن قامت بعمل قرار العلاج على نفقة الدولة؛ نظرًا لتكلفة الدواء العالية، فصرفت الممرضة بصرف الدواء لها، وهو عبارة عن 3 حقن من عقار "الأندوكسان"، وهذه الجرعة أقل من التي من المفروض أن يأخذها المريض، فالجرعة الأساسية 12 حقنة فى الستة أشهر، ولكن ما يتم صرفه فى العلاج على نفقة الدولة هو 3 حقن فقط؛ نظرًا لارتفاع سعر الدواء وقلة الإمكانيات. وأضافت "فاطمة" ل "البديل" أنه بعيدًا عن الجرعة غير المكتملة التي يتم صرفها، مع أنه من حق المريض على الدولة أن يتلقى علاجه كاملاً، فإنها لا تجد تفسيرًا لصرف الأدوية منتهية الصلاحية سوى الإهمال الذى تفشى فى المستشفيات الحكومية، فقد أصبحت حياة المريض رخيصة ولا أحد يكترث لها. وتابعت أنها عندما اكتشفت أن الحقن تحتوى على واحدة منتهية الصلاحية قامت بالاتصال بالممرضة المسئولة عن صرف الدواء والتي قامت بصرف الدواء لها، وتدعى "هناء شنودة"، قالت إنه لا يوجد عندها أدوية منتهية الصلاحية لكى تقوم بتوزيعها على المرضى، وعندما هددتها المريضة بأنها ستذهب إلى مدير المستشفى بالعبوة المنتهية، رجتها أن تصبر حتى تنتهي عملية جرد مخازن الأدوية، وستقوم هى بعد ذلك بتبديلها للمريضة، وذلك حتى لا تتعرض الممرضة للسؤال عن سبب صرف تلك الأدوية المنتهية للمرضى وعدم التأكد منها قبل صرفها. مسكنات.. والمرض لا ينتهي وفى سياق متصل قالت "م. ش." عضو الجمعية المصرية لمرضى التصلب المتعدد إن ما يحدث فى أروقة المستشفيات شيء أبشع مما قد يتخيله عقل الإنسان، فمرض "التهاب العصب المتناثر" مرض مناعي مزمن، بمعنى أن الأمراض المناعية لا نعرف أسبابها، ومن ثم لا يوجد لها علاج، بمعنى أنه لا ينتهي، فالعلاج المتوافر له هو مسكنات يأخذها المريض عندما يتعرض للنوبات فقط، وإنما لا تقضى عليه بشكل نهائي. وتابعت أن هناك 2 مليون إنسان يعانى من الإصابة بهذا المرض 120 ألف منهم موجودون فى مصر، وتم إنشاء جمعية لرعاية مرضى "M.S" أو "مرضى التصلب المتعدد" فى عام 2004 على يد المرضى أنفسهم، تأسست فى بادئ الأمر ب 3 مرضى، ثم ازدادت الأعداد فيما بعد. وأضافت أن أعراض هذا المرض هى "الإجهاد الشديد بصفة مستمرة، الاكتئاب، التنميل، ضعف التحكم فى الجهاز التناسلى، الإمساك المزمن، ضعف العصب المسئول عن العين، ضعف فى الأعصاب المسئولة عن القدم واليد أو الحركة". كيفية اكتشاف المرض يتم اكتشاف المرض عن طريق عمل أشعة رنين مغناطيسي بالصبغة لتحديد الموقع أو البؤر التي تحدث فيها مهاجمة للعصب، وذلك بعد فحص طبيب الأمراض النفسية و العصبية. لا حل أمام المرضى إلا التأمين أو نفقة الدولة وكلاهما مرار أكدت الدكتورة "م. ش." أنه كما سبق مرض التصلب المتعدد مناعى مزمن ولا يوجد له علاج؛ لذلك فإن العلاج يكون بالعمل على الحد من الهجمات التى تتعرض لها أعصاب الجسم، وبالتالى يتم استخدام المسكنات، مثل "الإنترفيرون، أندوكسان، الكروتيزون" كمسكن للألم وللحد من النوبات التي تصيب الجسم. مضيفة أن الدواء سعره مرتفع جدًّا؛ ولذلك تكون هناك طريقتان: إما التأمين الصحي، وهو للأفراد العاملين، ويكون نظامه كالتالى: يقوم المريض بدفع ثلثي مبلغ العلاج والذي يقدر ب 2660 جنيهًا للجرعة الواحدة، ويدفع التأمين الثلث الباقي، وإما بالعلاج على نفقة الدولة، وهذا الطريق يتسم بالروتين القاتل والإجراءات المملة والتي تسبب ضعف وتدهور حالة المريض حتى يتمكن من صرف الجرعة والتى تكون ربع الجرعة الأساسية تقريبًا. وأشارت عضو الجمعية المصرية لمرضى التصلب المتعدد إلى أن وزارة الصحة لم تكن معترفة بهذا المرضى لفترة طويلة، إلى أن تم إنشاء وحدتين للعلاج فى مستشفى قصر العينى والدمرداش، بالإضافة إلى أنه كان من ضمن الأمراض المزمنة فى قرار وزير الصحة رقم 259 لسنة 1995 والتي يتطلب فيها معاملة مرضى الأمراض المزمنة معاملة استثنائية، ولكن لم يتم تفعيل هذا القرار من وقت صدوره حتى هذه اللحظة.