تتجهز وزارة الثقافة المصرية، من خلال قطاع الفنون التشكيلية، لعودة بينالي القاهرة الدولي للخزف، بعد توقفه لنحو 14 عامٍ، لذا فالقائمون عليه يحاولون من خلال كل تفصيلة أن يقدموا دورة أكثر تميزًا في عالم الخزف والفن بشكل عام. اختار قطاع الفنون التشكيلية الخزاف المصري الدكتور ضياء الدين داوود، قوميسيرًا عامًا لبينالي القاهرة الدولي للخزف، في دورته السابعة، المقرر افتتاحها في 26 إبريل 2016. الموعد المحدد مجرد موعد مبدئي لاستئناف نشاط البينالي من جديد، ومن المقرر إقامة هذه الدورة المرتقبة بقصر عائشة فهمي بالزمالك، ليتناسب مع ذكرى مرور عام على افتتاحه بعد التطوير، إذ تقرر افتتاح القصر في 26 إبريل المقبل، كأحد أجنحة عرض المعرض العام بجانب قصر الفنون، إذن ننتظر أن يكون القصر إضافة جديدة للفن المصري. عودة البينالي للمنافسة وسط الفعاليات الخاصة بفن الخزف على مستوى العالم، جاء في إطار خطة قطاع الفنون التشكيلية لإعادة الحياة لجميع الفعاليات الفنية الكبرى، التي توقفت وكانت علامات مضيئة على خريطة النشاط التشكيلي في مصر، والتي يعد بينالي الخزف من أهمها، وحظى دومًا باهتمام الخزافين المصريين والعرب والأجانب، الذين حرصوا على المشاركة فيه ومتابعة أخباره، وشهدت دوراته الست السابقة مشاركات واسعة لفنانين من مختلف دول العالم. نحن الآن ننتظر إعلان القطاع عن تشكيل اللجنة العليا للبينالي، لوضع الشروط والضوابط والإعداد لهذه الدورة الهامة المرتقبة، وفي هذه الأثناء نجد ما يلزم من وقت كي نستعيد بعض من ذكريات آخر دورات البينالي، التي اقيمت في العام 2002، وجاءت في جو سياسي عاصف على مستوى العالم، إلا أنه أحرز نجاحًا كبيرًا بالنسبة لعدد الدول المشاركة "45 دولة إلى جانب مصر"، وعدد الفنانين العارضين من مختلف الأقطار "222 فنانًا"، تغطي أعمالهم مختلف قاعات قصر الفنون، الصرح الذي صممه المعماري المبدع الدكتور عبد الحليم إبراهيم؛ ليتوافق مع مجموعة الكتل المعمارية الثقافية التي تنتشر في حي الجزيرة العريق. في مدخل البينالي، تلتقي ثلاثة أعمدة خزفية مبتكرة من أعمال الفنان محيي الدين حسين، مؤسس البينالي، وقوميسير دوراته كلها، وقبل الدخول من البوابة تلمح عينيك قطعتين كبيرتين من الخزف بارتفاع قامة الإنسان، من عمل الفنان الشاب الشرنوبي محمد. ولا ننسى في هذه الدورة الجناح السويسري والجناح الإيطالي، نتذكر أنهما كانا أفضل الأجنحة الدولية، وأكثرها ابتكارية وطموحًا، ويظل عمل فنان فنزويلا "ولفجانج فيجاس" مميزًا، وهو الذي حصل على الجائزة الكبرى للبينالي، عمل صغير مبتكر، عبارة عن طبقين كل منهما يستقر على ما يشبه كتلة من كهف صخري أشبه بالمقرنصات الإسلامية، أو ألسنة الجليد المتساقط من أسقف الكهوف المجمدة، كان العمل مكون من قطعتين يلتقيان بالتقابل السيمتري الكامل، ما يجعل له طابعًا ارابيسكيًا معاصرًا. ونذكر أعمال فناني الدول الاسكندنافية، وكذلك اليابان والنمسا، وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة التي شاركت من تركيا (22 فنانًا)، فإن مستوى الإبداع في أعمالهم متواضع بصورة عامة، وليس بين ما عرضوه ما يلفت النظر بقوة. تميزت هذه الدورة من البينالي بمشاركة عربية نشطة ومتطورة، والسبب في ذلك أن العدد الغالب من الفنانين العرب المشاركين، سبق أن شارك في دورات متعددة، تعرف خلالها على طبيعة البينالي، ومستوى طموحه الدولي المتميز. يسعنا الوقت كذلك لنشر كلمة الفنان محيي الدين حسين، مؤسس البينالي، في هذه الدورة: البينالي السادس للخزف… اثنتي عشره سنه مرت سريعة مليئة بالجهد والحماس لكل من له دور في إعداد وتحضير هذا الحدث الفني العظيم، الذي أصبح علامة مضيئة في مجال الحركة الفنية الثقافية الحديثة في مصر. ونتائج هذه الجهود المخلصة من الجميع أصبحت واضحة لكل مراقب.. فقد تكاثر عدد الفنانين الحريصين على المشاركة في هذا الحدث سواء المصريين منهم والأجانب بشكل مضطرد، ولذلك ارتفعت القيمة الفنية للأعمال الخزفية.. وتعددت التقنيات.. وازدادت الجرأة على الدخول في تجارب خزفية جديدة برغم الصعوبات التي يواجها الفنانون في تنفيذ أعمالهم الخزفية.. وهنا يجب أن اقترح أن يكون مركز الخزف الجديد بالفسطاط.. ذلك الصرح الشامخ الجميل والمجهز بكل ما يحتاجه الفنان في تنفيذ أعماله… اقترح أن يتاح للفنانين الجادين المشهود لهم بالكفاءة هذه الفرصة لتنفيذ أعمالهم بسهولة وفي جو مناسب.. واعتقد أن ذلك من أهم أهداف هذا المركز المتخصص. لقد كانت الأحداث الدامية المؤسفة التي تمر بها منطقتنا، وكذلك القلق الذي يمر به العالم هذه الأيام..كنت أظنها سوف تلقي بظلالها القاتمة على فاعلياتنا الفنية التي يترقبها العالم والتي من أهمها بينالي القاهرة الدولي للخزف.. وقد انتابني قلق شديد من ذلك الجو المشحون وما سوف يترتب عليه من تأثيرات سلبية على حدثنا.. ولكن تبخرت مخاوفي حينما توالت علينا الموافقات من الفنانين والدول من أنحاء العالم حيث بلغت عدد الدول المشاركة خمس وأربعون دولة, فإن دل ذلك على شئ.. فإنما يدل على إن مصر أكبر من كل الأحداث، وأن مصر في قلب العالم رغم أنف الجميع. فحمدًا لله على ذلك التوفيق الذي أرجو أن يكون من نصيب الدورة السادسة لهذا الحدث العظيم، كل شكري لكل من شارك في إنجاح ذلك العمل.. الذي أرجو له الدوام والتوفيق من أجل مصر.. ليكون هذا التقرير مرجعكم وأنتم تتجولون أمام أعمال الدورة المقبلة، سنختتم بتذكيركم بقائمة الفائزين في آخر الدورات: ولفجانج فيجاس- فنزويلا- الجائزة الكبرى. جريج دالى- أستراليا- جوائز البينالي. محمد خليل مندور- مصر- جوائز البينالي. أتيلا سينجيز كيليتش- تركيا- جوائز البينالي. أدريانا مارجين- المكسيك- جوائز البينالي. كوينس دايتز بيتر- سويسرا- جوائز لجنة التحكيم. الشرنوبى محمد محمد المرسى الشينى- مصر- جوائز لجنة التحكيم. بيزي تيودورا- اليونان- جوائز لجنة التحكيم. عمر محمد عبد العزيز- مصر- جوائز لجنة التحكيم. أيمن عبد القوى سعداوى- مصر- جوائز لجنة التحكيم. أدريانا سيرفينو- الأرجنتين- جوائز لجنة التحكيم. هانى محمود فيصل- مصر- جوائز لجنة التحكيم. هاسان باسكيركان- تركيا- جوائز الشباب. محمد أحمد عبد الهادى محمد- مصر- جوائز الشباب. إيمان أحمد محمود أبو روه- مصر- جوائز لجنة التحكيم للشباب. هالة مصطفى فريد الرزاز- مصر- جوائز لجنة التحكيم للشباب. كيمال تيزجول- تركيا- جوائز لجنة التحكيم للشباب. أهمت أوجور- تركيا- جوائز لجنة التحكيم للشباب.