حصلت "البديل" علي مستند يفيد طلب وزارة الأوقاف في شهر مايو من العام الماضي لوزارة الآثار بعمل مقايسة لإعادة ترميم مئذنة مسجد المحمودية الأثري، وجاء في نص الطلب المرسل إلي مدير عام تفتيش آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة «بمعاينة مسجد المحمودية الأثري رقم 135 الكائن بميدان القلعة قسم الخليفة، تبين وجود شروخ بالحائط الجنوبي الغربي لرواق القبلة». وأثبت "المستند" وجود شرخ طولي أسفل قاعدة المأذنة "بجدار القبلة"، فضلا عن ميل شديد بمأذنة المسجد، مما يشكل خطورة علي رواده. الآثار الإسلامية تعاني حالة إهمال شديدة قال أحمد شهاب، نائب رئيس جمعية رعاية حقوق الآثريين وحماية أثار مصر، إن مئذنة مسجد المحمودية الأثرى مهددة بالسقوط، مضيفا: «يلقى محمد عبد العزيز، معاون وزير الآثار للشئون الإسلامية، بالمسئولية على وزارة الأوقاف، كأنها المنوطة بترميم المئذنة، غافلا إهمال وتقصير وزارة الآثار». وأشار "شهاب" إلي أن وزارة الأوقاف تخاطب نظيرتها «الآثار» منذ شهر مايو 2014؛ لإجراء مقايسة أعمال لكي ترسل على إثرها مبلغ الترميم، مؤكدا أن وزارة الأوقاف أرسلت عددا من الخطابات للاستعجال. من جانبه، أوضح رأفت النبراوي، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن الآثار الإسلامية تعاني حالة إهمال شديدة من قبل المسئولين، مطالبا بسرعة صيانة الآثار التي تستحق الترميم. كما طالب "النبراوى" الوزارة بمنع التعديات على الآثار، وإبلاغ الأجهزة الأمنية بأي مخالفات أو تعديات، لافتا إلي ضرورة حصر الآثار الإسلامية والعمل علي إزالة أي تعديات وترميم شامل لإنقاذها. «المساجد» حائرة بين وزارتي «الآثار والأوقاف» أكد المهندس مرسي البحراوي، وكيل وزارة الأوقاف للشئون الهندسية، عدم وجود رد لكل الخطابات التي ترسلها إلى وزارة الآثار، مشيراً إلي أن الترميم من اختصاص وزارة الآثار، و"الأوقاف" تمول المشروع بالمال فقط. وطالب "البحراوى" بضرورة تنفيذ مشروع ترميم أي مسجد أثري أولاً؛ حتي يتم صرف المبالغ المالية التي تطلب عن طريق إرسال مستخلص بالمبلغ الذي تم به أعمال الترميم لتدرسه الأوقاف وإرساله لوزارة الآثار. تاريخ مسجد المحمودية الأثري رقم 135 مسجد المحمودية الذى أنشأه سنة 975ه الوالي العثماني في مصر "محمود باشا"، حيث ألحق به قبة ضريحية وسبيلا، وكان قد عرف عن الوالي العثماني محمود باشا أنه كان ظالما جائرا في أحكامه، صادر كثيرا من أموال الناس، خرج في جمادى الأولى سنة 975 ه من مقر الحكم بالقلعة في موكبه الضخم، وعند مروره عند بركة الناصريّة، أطلق عليه شخص مجهول عياراً ناريا أصابه ولم يجد معها العلاج وتوفي ودفن بجامعه، واشتهر بعد ذلك باسم المقتول. المسجد معلق يصعد إليه بعدة درجات، ساحة الصلاة داخل الجامع عبارة عن قاعة كبيرة مربعة طول ضلعها "19.75م" تقريبا في وسطها أربعة أعمدة من الجرانيت تحمل أربعة عقود كبيرة في وسطها منور، وفي منتصف ساحة الجامع طرقة أرضيتها منخفضة قليلا عن أرضية الجامع وتصل بين الباب الجنوبي والباب الشمالي فانقسم الجامع بذلك إلى إيوانين. ويتوسط جدار القبلة محراب من الحجر خال من الزخارف يجاوره منبر من الخشب بحشوات مجمعة، وعلى يسار المحراب باب يؤدى إلى القبة الضريحية وبها قبر المنشىء، والقبة مرتفعه قائمة بمفردها بارزة عن مستوى الواجهة مبنية بالآجر على قاعدة من الحجر، وفي الجهة الجنوبية الشرقية قاعدة دائرية عليها مئذنة من دورة واحدة قمتها مدببة. كانت "البديل" رصدت في شهر نوفمبر من العام الماضي أثناء تواجدها في مسجد المحمودية، القمامة التى تحاصر المسجد، فضلا عن وجود بعض الحيوانات الأليفة في حديقة المسجد بالخارج، إضافة إلى التشققات والشروخ في جدران المسجد والمئذنة، بجانب أعطال الصرف الصحي التى أتلفت الحوائط.