المقاومة واجب وخيار استراتيجي للشعوب المقهورة حرب غزة الأخير كانت فاصلًا مهمًا في شكل الصراع وآلياته الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق المعجزات لتحصيل حقوقه التاريخية إسرائيل أدركت خطورة حزب الله في الشمال والمقاومة الفلسطينية في الجنوب القضية الفلسطينية لم تعد على رأس أوليات الدول العربية لن نحقق التحرر والتنمية لا فلسطينيًا ولا عربيًا دون مصر تعد المقاومة الفلسطينية الحراك الأساسى ضد الاحتلال والاضطهاد والاستعمار الصهيوني للفلسطينيين واغتصاب أرضهم، وأصبحت المقاومة جزءًا من هوية الفصائل الفلسطينية. التقت «البديل» بالأسير الفلسطيني المحرر "عرفات البرغوثي" الذي أمضي 7 سنوات في سجون الاحتلال الصهيوني.. هل تعتقد أن المقاومة المسلحة الحل الوحيد لعودة كامل التراب الوطني؟ كل تجارب الشعوب التي عانت الاستعمار، أثبتت أن المقاومة المسلحة أرقى أشكال المقاومة، وأن العنف الثوري هو الوسيلة الأنجح لانتزاع الحقوق، خاصة إذا كان المستعمر يحتل الأرض ويستبيح كل شيء في سبيل اقتلاع الشعب الأصلي وإحلال مستوطنيه مكانهم، لذا فالمقاومة تعد أساس القاعدة التي ينطلق منها كل من يرغب بالحرية. والمقاومة بكل الأشكال، تصبح واجبا وخيارا استراتيجيا للشعوب المقهورة، بمن فيها شعبنا الفلسطيني، والمقاومة المسلحة التي تنطلق من الوعي بضرورة الحرية والخلاص من الاحتلال، تحمل في طياتها كثير من المعاني الإنسانية؛ لأنها تهدف هدم النظام الاستعماري الوحشي المتمثل فى الاحتلال وبناء نظام إنساني يحمل فيه مضامين الحرية والعدالة والشرف وتقرير المصير، كما أنها تسقط كل ادعاءات الإرهاب التي يحاول العدو والاستسلاميون إلصاقه بها عبر التشويه وتصوير كل من يمارسها بالإرهابي والمجرم. كيف تري الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الصهيوني علي قطاع غزة؟ الحرب الأخيرة على قطاع غزة كانت مجرد معركة في إطار الصراع الطويل مع العدو الصهيوني، وشكلت نقلة نوعية في شكل هذا الصراع، فالفلسطيني لم يعد يتلقى الضربات ويهجر وطنه، بل أصبح يعيد الضربة بأشد منها، ويبقى صامدا على أرضه، ولذلك كانت هذه المعركة فاصلا في شكل الصراع وآلياته، حيث أثبتت المقاومة المسلحة التي احتضنها الشعب في قطاع غزة، أن العين تستطيع أن تواجه المخرز، وأن الوحدة الوطنية التي تشكلت في ميدان المعارك، كانت النموذج المشرف لتحقيق النصر. لكن المعركة أيضا أظهرت العديد من نقاط القصور محليا وإقليميا، ولعل أبرز ما كان محليا عدم انخراط الضفة الغربية في المعركة، والاكتفاء بمظاهر التضامن الشكلية، وإقليميا كان للدور العربي الرسمي وتحديدا المصري أكبر الأثر في إطالة أيام المعركة وعدم إبداء موقف جدي يلبي رغبات الشعب العربي في الوقوف أمام العدو الصهيوني، وكان له أكبر الأثر في إضعاف المقاومة وأهالي غزة، فالامتناع عن فتح معبر رفح بشكل حقيقي والملاحقة لمدخلي السلاح وهدم الأنفاق كان موقفا كارثيا مصريا لم يعبر عن الأمل المرجو من ثورة مصر الحبيبة التي لطالما كانت سندا للثورة الفلسطينية، بل أعطى إحساسا لدى كثير ممن كانوا مع موقف الجيش المصري بإبعاد الإخوان، أن ما حصل كان إعادة تمحور للنظام السابق، وأن "السيسي" مجرد أداة جديدة لأمريكا، فكان من الممكن أن يعيد دور مصر لقيادة الأمة العربية هذا الدور الذي رحل مع الرئيس جمال عبد الناصر. ما رأيك في استخدام المقاومة أسلحة جديدة خلال الحرب ضد العدو الصهيوني؟ استخدام الأسلحة الجديدة في المعركة الأخيرة، كان حصيلة تطور نوعي وحصيلة إدراك حتمية المواجهة والإيمان بضرورة النصر، حيث شكلت الأسلحة الجديدة التي استخدمت في الحرب رسالة واضحة للعدو والصديق، بأن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق المعجزات في سبيل تحصيل حقوقه التاريخية، كما أن التطور النوعي هذا أثبت أن المراهنة على الذات واختيار الحليف الصادق، ضمانة الانتصار، فلا يمكن إنكار فضل إيران وحزب الله وسوريا في تطوير هذه الأسلحة التي أرعبت المحتل وأعادته مدحورا إلى معسكراته. وهذا أيضا نموذج خسرته مصر، حيث كان بالإمكان أن يكون الفضل الأكبر لها لو فتحت المجال لإمداد القطاع بالسلاح، كما قدمه عبد الناصر للثورة الجزائرية، وهذا الانتقاد لمصر الرسمية لا نطلقه على الشعب المصري الحبيب الذي نعلم ارتباطه بقضايا أمته رغم كل الويلات الداخلية التي يعانيها ونتضامن معه فيها بأرواحنا وقلوبنا، لكن ما يدمي قلوبنا الموقف الرسمي بالدرجة الأولى، وهذا أيضا نابع من حبنا لمصر ورغبتنا فى عودتها لمكانتها الثورية والطليعية التي سرقها منها أهل البترول والدولار. كيف تري إصرار العدو الصهيوني علي نزع سلاح المقاومة؟ الاحتلال يدرك أن وجود مقاومة مسلحة بشكل جدي والسعى دائما لتطوير ترسانتها العسكرية، أهم المخاطر التي يواجهها، وهذا ما أثبته آخر التقارير الأمنية الصادرة عن المؤسسة الأمنية الصهيونية، الذى أوضح أن الخطر الأساسي على الكيان يأتي من حزب الله في الشمال والمقاومة الفلسطينية في الجنوب. وهذا ما يسعى إليه العدو بتجريد المقاومة من سلاحها تحت ذريعة أنها إرهابية ونسخة من داعش، والترويج إلى أنها تفسد العملية السلمية والرغبة الكاذبة الصهيونية التي تدعي أنها مع إقامة دولة فلسطينية "منزوعة السلاح"، والترويج لمثل هذه الأفكار يكون مفهوما عندما ينطلق من أبواق العدو الإعلامية، لكن لا يمكن فهمه عندما ينطلق من إعلام عربي، حتى وصل الأمر لدى بعض الإعلاميين في مصر للمطالبة بضرب معسكرات المقاومة في غزة بواسطة الجيش المصري والتحريض السافر والمستمر بربط غزة ومقاومتها بما يجري في سيناء من أعمال إرهابية، هو يأتي ضمن الخطة الصهيونية لتشويه المقاومة الفلسطينية. ما دور الشباب الفلسطيني فى دعم المقاومة والعمل على تحرير الأراضي المحتلة؟ الشباب الفلسطيني مطالب بتفعيل دوره أكثر، فالخلاص من المحتل يحتاج كل الطاقات في جميع المجالات، وضريبة الحرية يجب أن يدفعها الجميع، ومن الضروري أن يفهم كل فلسطيني بكل الفئات والطوائف والطبقات دوره في هذا الصراع، وأن يتوحد الهدف بالخلاص من الاحتلال، وأن يقوم الجميع بالمقاومة كل في مجاله لأنه واجب على الجميع. هل القضية الفلسطينية علي رأس أولويات الدول العربية؟ ولماذا؟ القضية الفلسطينية لم تعد على رأس أوليات الدول العربية منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، حيث بات العرب يرونها كعبء عليهم وعلى تطورهم وارتباطاتهم بالمنظومة الإمبريالية العالمية، وما سمح لذلك انتقال مركز القرار العربي من مصر والشام إلى دول الخليج حيث المال والنفط والتبعية لأمريكا، الأمر الذي جعل القرار العربي بيدهم وإشغال باقي الدول العربية بمشكلاتها الداخلية المتلاحقة كالأزمات الاقتصادية والسياسية وغياب خطة عربية حقيقية جادة لدعم القضية الفلسطينية والارتهان لخيار التسوية الأمريكية. كما أن موقف السلطة الفلسطينية الضعيف والمرتبك والمرتهن لخيار التفاوض فقط ضمن اللجنة الرباعية، أخلى المسئولية التاريخية عن كاهل الأنظمة العربية، وهذا كان واضحا بعد كل مؤتمر قمة عربية، حيث تصدر القرارات ولا تنفذ لا اقتصاديا ولا سياسيا. كيف ترى الأوضاع في مصر وهل تؤثر علي دعم القضية الفلسطينية؟ الأوضاع في الحبيبة مصر، تدمي قلوبنا نحن الفلسطينيين بنفس المقدار الذي تدمي المصريين، فنحن نرى في مصر القائد التاريخي للأمة العربية، ودون عودتها لموقع القيادة، لن نستطيع تحقيق أي إنجاز حقيقي في إطار التحرر والتنمية لا فلسطينيا ولا عربيا، وهنا نستعيد تجربة القائد الكبير جمال عبد الناصر ومدى قدرتها على إعادة رسم الصورة، حيث شعر كل مواطن عربي في تلك الحقبة بقيمته كإنسان حر، بينما اليوم نشعر أننا مجرد أرقام في لوائح الضحايا تارة بيد الصهاينة وتارة أخرى بيد اعوانهم من مرتزقة الإرهاب "داعش والقاعدة". وتملي أمريكا وإسرائيل علينا تفاصيل مخططها الجديد للمنطقة العربية في ظل موافقة أو صمت عربي رسمي وانشغال الجماهير العربية بداخلها المتأزم وبما يخدم مصالح الاستعمار بالدرجة الأولى، وما يجري في مصر من إرهاب واستبداد ومحاولات الانتهازية بالحكم من قبل الإخوان تارة ومن قبل العسكر تارة أخرى يكبّل يد الشعب المصري ويمنعه من تقرير مصيره وتحقيق مطالب الثورة بالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، الأمر الذي يحرم القضية الفلسطينية مجددا من نصيرها الأهم "مصر الكبيرة".