تتضمن رسالة الجمعيات الخيرية في مصر والعالم كله، بإرساء قيم التعاون ومساعدة الغير والعمل على قضاء الحوائج، وكفالة اليتيم، وغيرها من الأعمال التي يتفق عليها الجميع بارتقائها ويسعى أفراد المجتمع إلى مساندتها بكافة المستلزمات والموارد المتاحة، إلا أن هناك فئة جعلوا من تلك الرسالة السامية وسيلة للحصول على أهدافهم غير المشروعة ب«النصب» على المواطن، منتحلين صفة المؤسسات الرسمية وسرقة أموال المواطنين. تلقت "البديل" عددا من الشكاوي حول مكالمات هاتفية تصلهم من أشخاص يدعون أنهم موظفين فى بعض الجمعيات الخيرية المشهورة في مصر، يطلبون منهم التبرع بالأموال عبر مندوب يذهب إليهم، دون أي تفاصيل عن الحالة المخصص لها التبرع، بل حدد المتصل مبالغ بعينها. يقول أشرف البرديني، أحد سكان القاهرة ل"البديل"، إنه تلقى مكالمة هاتفية بالأمس من إحدى الفتيات، تنتحل صفة تبعية لجمعية الأورمان، وأنها تعمل خلال الفترة الحالية على جمع التبرعات، وحددت له مبلغ 1000 جنيه، على أن يصله مندوب من الجمعية يحمل إيصال بقيمة المبلغ المحدد، دون ذكر أي تفاصيل عن المريض أو الأسرة أو الجهة أو الحالة التي ستذهب إليه تلك التبرعات، مما أثار الريبة في نفسه وأغلق الهاتف في وجهها بعد تلعثمها عندما سألها عن تلك التفاصيل. وأضاف "البرديني"، أنه شعر من المحادثة أنها عملية نصب جديدة على المواطنين باسم الجمعيات والأماكن الموثوق فيها، ومن الممكن أن تذهب تلك الأموال إلى جهات تستخدمها فيما يضر المصلحة العامة للدولة، خاصة في ظل الإرهاب المنتشر في البلاد، ورأى أن أكثر الطرق أمانًا للتبرع عن طريق الحسابات الرسمية الموثقة لتلك الجمعيات في البنوك. وتكرر الأمر نفسه مع أحمد حمزة، أحد المواطنين،ولكن هذه المرة جاء الاتصال من شخص يدعي أنه تابع لجمعية صناع الحياة، وثالث بنفس التفاصيل لجمعية رسالة، دون ذكر أي تفاصيل عن هوية الحالات المراد التبرع لها وأماكنها والإصرار على الدفع باليد. من جانبه، قال معتز محمد، أحد مؤسسي جمعية رسالة والمتحدث باسمها، إن الجمعية رصدت بالفعل مؤخرًا العديد من المكالمات الوهمية لأشخاص لا ينتمون لهم ويتحدثون ويجمعون الأموال باسم "رسالة". وأوضح أن بالنسبة للشكاوي التي وصلت ل"البديل"، فبالتأكيد هي من جهة نصب، بعدما رفض المتصل أن يبلغ المتبرع بهوية المريض أو الشىء المخصص له تلك الأموال، وهو ما يتنافي مع أحد شروط التحدث مع العميل هاتفيًا في المكالمات التسويقية. وتابع: «بين الحين والآخر، نجرى مكالمات عشوائية مستخدمين برامج للحصول على الأرقام، من أجل التبرع لحالات بعينها، وكان آخرها المساعدة فى إجراء 10 عمليات قلب مفتوح، ونحرص على ذكر كافة التفصيل أثناء المكالمة، ومكان الحالة والمستشفي الذي سيجرى بها العملية ورقم الغرفة، ونعطي الحرية للمواطن أن يدفع لنا التبرع باليد مقابل إيصال رسمي عليه ختم الجمعية بحضور مندوب بزي رسمي يصل إليه، أو أن نعطي له تفاصيل المريض ومكانه ليذهب هو بنفسه ويدفع له جزء من ثمن العملية». وأكد متحدث "رسالة" أن الجمعية لا تحدد المبالغ المالية للتبرع، لأن هذا أمر تقديري من جانب الشخص المتبرع حسب مقدرته وحريته، الأمر الذي لم يحدث مع أصحاب الشكاوي، مضيفا أن لجنتي مراجعات التبرعات والشئون القانونية، تعمل كل يوم على رصد حالات النصب، وتتواصل مع شرطة المكالمات لضبط الجناة. وناشد "محمد" جميع المواطنين بالتأكد من المندوب الذي يصلهم من أي شركة أو جمعية من خلال الاتصال بالرقم الرسمي المختصر للجمعية قبل التبرع وإملاء بيانات المندوب المدونة على بطاقته التعريفية، والتأكد من انتسابه لها أم لا. وفي نفس السياق، أوضح مصطفى زمزم، مسؤول المكتب الإعلامي بجمعية الأورمان، أن هناك أساسيات وثوابت على المتبرع أن يتبعها لمعرفة المندوب الحقيقي من المزيف، تبدأ بالزي الرسمي المتعارف عليه للجمعية، وأن يحمل بطاقة تعريفية باسم "الأورمان"، بالإضافة إلى إيصال رسمي يحمل ختم الجمعية. واختتم: «الجمعية تتواصل مع المواطنين هاتفيًا من أجل جمع التبرعات، ونقوم بشرح كافة التفاصيل المخصص لها من أجل التبرع، ولا نحدد أي مبالغ مادية شرطًا للتبرع، وما غير ذلك يعد نصب».